من العرص الذي أجبر الشرع على تقلد الرئاسة ولم يرحه كما طلب
فتحي العترماني - سهم في كنانة القيادة الجديدة
٣٠ يناير، ٢٠٢٥
ها هي تُنتهَك مرةٌ أخرى رغبات القائد الفاتح المحرِّر غيڤارا السنة رئيس المؤمنين أحمد حسين الشرع، رغم تعبيره صراحةً أمام العالم بأسره بضرورة احترامها. لم يوارِب ولم يختبئ وراء الكلمات. قال إنَّ الشعب السوري سيُريحه إن لم يُكبّده عناء الرئاسة، لكن بات من الواضح الآن أنَّ هناك من يحيك في الغرف المظلمة مؤامرةً تقتضي رمي الأحمال على كاهل القائد واحداً تلو الآخر، وعليه بات من حق الشعب والشرع تحديد هوية ذاك العرص ابن العرص قبل أن يتمادى في فعلته ويُغرق القائد في تفاصيل التفاصيل وتعيين الوزراء والسفراء والمدراء وقيادة الشعب والمجتمع.
تجاهل ذاك العرص التَّعب الذي حل بالشرع بعد قرابة الشهرين من التحرير والتقرير ونفض غبار الذل والهوان وتلبية الأمهات المتفانيات اللاتي يتهيّأن للقادة الهابّين لإدراك أمّتهم؛ ربما كان هذا اللهو الخفي هو أمير قطر! فضغط بغازه وملياراته وشبكات إعلامه على القائد بجدولة زيارة مبكّرة حشرت الشّرع في زاوية شلفقة ملف الرئاسة حفظاً لماء وجهه الدبلوماسي، نظراً إلى حاجة الوطن لزعيم يستقبل زعيماً بهذا الوزن، ولو على حساب رغبته بالإستراحة.
أو أن يكون العرص هو أبا محمد الجولاني إذا ما عاد متسللاً إلى عقل أحمد الشرع موسوساً له بحرمة دخول البرلمان والقسم على الدستور وخوض المعارك السياسية، فكان ردّ الشرع اللاواعي عليه بدخول الأخيرة من بوابتها الأوسع كإعلانٍ لقطيعته مع الجولاني وانتصاره في صراعه النفسي الداخلي مع ذواته السابقة.
الاحتمالات لا تنتهي، فالمتربّصون كثُرٌ وللقائد حاقدون يخشون الحرّية في كل مكان؛ في القزّاز والزارة وعكرمة وعدرا وخان العسل وإدلب، وعلينا أن لا نهمل من هم حوله، فاللدغة القاتلة لا تأتيك إلا من العقرب الذي ربّيته وسمّنته، ومن يدري أن يكون ماهر الحسن، وزير التجارة الجديد فلولاً نظامياً إيرانيّ الهوى فرفع الدعم عن الخبز ولم يترك للقائد خياراً سوى ما يُتعبه ويُرهقه في تولّي الحكم، خوفاً أن يسأله الله عن ربطةٍ فُقدت فيدحشه في النار بسببها؟!