الجنجويد، بوكوحرام وقوى أخرى فعّالة يمكن للأمم المتحدة نشرها في لبنان بدلاً من اليونيفيل
فتحي العترماني - خبير في شؤون التفكير خارج الصندوق الدولي
٢٧ يناير، ٢٠٢٥
قضت قوات حفظ السلام في المنطقة، بين يونيفيل في لبنان وأندوف في سوريا عقوداً طويلة تحفظ فيها السلام باللهجات المحكية في القرى الحدودية وتلعب الفوتبول مع أبنائها وتنعم بالشمس المتوسطية الحنونة، ويا أهلاً وسهلاً بهم ويعطيهم ألف عافية ونأمل أننا لم نقصر بضيافتهم، لكن بلا مؤاخذة وعذراً على تنغيص تلك الأجواء الحميمية، فإن إسرائيل كما ترى قتلت بالأمس ٢٣ لبنانياً احتفالاً بانتهاء الهدنة، كما أنها على وشك إقامة مدينة ملاهي في المنطقة العازلة مع سوريا التي أزاحت حدودها نحو مدينة قطنا لتمديد أرجلها.
ونظراً لأن تلك القوات تستنزف ميزانية الأمم المتحدة رغم عجزها عن تأدية مهامها وتهدد بسوء استخدام أموال الدول المانحة؛ الأمر الذي قد يؤثر على ميزانيات صناديق دعم الديمقراطية الذي قد ينعكس سلباً على تمويل الحدود، فإننا نقترح أدناه مجموعة قوى أقل تكلفةً وأكثر كفاءة في حفظ السلامات وردع العدوانات وإقامة الدولات، بل ولديها نماذج تمويل مستدامة لا تستنزف الخزائن المركزية.
الجنجويد
جماعة عريقة في فض النزاعات بأطرافها وسكانها ومدنها وثرواتها وبلدان حدوثها إن لزم الأمر، تتَّسم بالسرعة والجدية في التعامل مع الأزمات، وإن شعرت بقلة احترام لمكانتها ودورها من أي طرف لا تتردّد بتنفيذ الإبادات العرقية بكلا الطرفين. كما تعتمد في استدامتها على أسلوب التمويل الذهبي الذي طورته رفقة مجموعة من الدول المانحة لعقود بيع الذهب المهرَّب.
بوكو حرام
مجموعة محايدة لا تنحاز لطرفٍ على حساب آخر وتقف على مسافة سكينٍ واحد من كل بلدان المنطقة، لا تهتم كثيراً للخلافات السياسة ولا الحسابات الإقليمية ولا المجاملات ولا المحسوبية ولا تفرّق بين يهوديّ أو مرتدّ. وتنحصر اهتماماتها في مجال خطف النساء ما يمكنها من التعامل مع أي نزاعٍ حدودي من خلال إفراغ المناطق الحدودية على الجانبين من النساء.
قوات حفتر
مجموعة يقودها دبلوماسي مخضرم، عسكري، مفاوض عنيد باعه طويل، ورجل أعمال عابر للحدود البرية والبحرية. لها تاريخٌ طويل بحلّ النزاعات الحدودية من خلال إلقاء القبض على منتهكيها وإطعامهم أرزاً مطهياً بماء البحر، ومرونةٌ في التعامل مع مختلف الحالات سواء كانت جلّاداً أو قاضٍ أو ضحية أو سمسار للاتحاد الأوروبي إن لزم الأمر، من منطلق بزنس إز بزنس.
الفرقة الرابعة
يمكننا تفهّم بحث الأمم المتحدة عن الصفة الرسمية في تعاوناتها وما ينتج عن ذلك من طبقات بيروقراطية قد تعيق التعاون مع الجهات أعلاه. في هذه الحالة تعتبر الفرقة الرابعة مدرّعات بقيادة اللواء ماهر الأسد الخيار الأنسب، فهي فرقة جيش نظامية مُدرجة فوق وزارة الدفاع وقادرة، لا على حفظ السلام وحسب، بل على بناء دول بأكملها داخل الدول الحافظة لسلمها، دول ذات حُدود سيادية وقوة عسكرية ونظام اقتصادي متنوع ونخبوي لا يرضى بأقل من المالبورو للدخول في أي حديث أو مشاورات.