أريد حلاً: أخبرتني قناة الجزيرة أن ما خفي أعظم ولكنه لم يكن أعظم فماذا أفعل؟
راسم دعادير - خبير العلاقات التوكسيك
٢٦ يناير، ٢٠٢٥
وصلتني فجر السبت رسالة من أحد المتابعين الذين فارق النوم أعينهم وسلا الاشتياق للحرية عافيتهم وتلاطمت الأفكار مع وسائدهم متسببة له بكدمة أسفل عينه، يشكو فيها بثه وحزنه وشعوره بالخذلان بعدما اكتشف أن قناة الجزيرة وعدته بحلقة ما خفي أعظم مزلزلة كاشفة ناسفة، اضطرت لتأجيل بثها كي لا تتسبب بانهيار الهدنة، وأتته بحلقة من ما خفي كان يعلمهُ ويا خسارة صحن الموالح.
عزيزي العزيز، أتفهّم تماماً مشاعرك وحزنك وإحباطك، فأنا من جيل أخبرته صحيفة الأهرام أن عبد الناصر شمّر سرواله للركب ونزل بنفسه في البحر وبدأ بإلقاء الصهاينة للسمك بعد التلويح بهم في الهواء كما يشعل فحم الأرجيلة، وقبل أن أخلد إلى النوم وجدت الجيش الإسرائيلي قرب منزلي، ولم أنم من يومها وأنا أفكّر بما خفي، هل هو أعظم؟ أكبر؟ أنحف؟ أطول؟ قبل أن أتوصّل إلى أنه لا يمكن معرفة ما خفي وإلا فقدَ علّة وجوده.
عزيزي البسيط، كل شيء واضح أمامك لكنك لا تريد رؤيته لأنه قاسٍ وبشع، تواسي نفسك بالبحث اللانهائي عن ما خفي لأنه بكل تأكيد سيكون أجمل من هذا الشيء الواقعي الذي نعرفه؛ وكي تستمر في حياتك وتخلد إلى النوم قرير العين دون كدمات، لا بدّ من أن لا ينتهي بحثك عمّا خفيَ، فاحلم به واستيقظ لتكمل حلمك في اليقظة، لأن اللحظة التي تدرك فيها ما خفي هي ذاتها التي ستكشف لك أنه ذاته الواقع لا راح ولا جاء، وخذ حينها إكتئاب ومخدّرات وانحراف وأمور أمّتك في غنى عنها.
عزيزي الناعس، نم يا حبيبي نم، الجزيرة تمزح معك وليس هذا هو ما خفي، واصل البحث عنه وواصل الحلم وواصل الأمل وإياك أن تجده كي لا تفقد الشغف بهكذا عيشة حذاء.