هل الله موظف عندك ليحرق كاليفورنيا وتشعر بالشماتة؟
قابيل آدم بني آدم - خبير الحدود لشؤون فرط نشاط الأنا العليا
١٩ يناير، ٢٠٢٥
مع الأسف، يبدو أنك فهمت والدتك بشكل خاطئ حين كانت تقول لك أثناء مغادرتك المنزل "الله معك" فظننته موظفاً عند حضرة جنابك، يرعاك ويأتمر بأمرك ويحرق كاليفورنيا والعالم لأنه رآك بمزاج عكر. والحقيقة أنك لو أجريت حسبة بسيطة، ستكتشف أنك لست أقرب إليه من دجاجة أو قرد يتأرجح على الأشجار أو كومة حشائش جافة، علماً أن هذه المخلوقات التي التهمتها النيران تسبّح ربها ولا تزعجه بأدعية حاقدة لحرق وإفناء الأرض بمن عليها.
لعل صدفة جعلتك تعتقد أن دعاءك البائس مستجاب، لكن ليس لدرجة إحراق مكان جميل مثل كاليفورنيا، خصوصاً أن سقف استجابة دعائك أقل من ذلك بكثير. أتذكر حين دعوت ألا ينتبه المدير لتأخرك عن الدوام الأسبوع الماضي فوجدته عند الباب؟ وقبلها بسنوات حين دعوت أن يكون الجو مناسباً للخروج فأمطرت في الصيف؟
ولنفترض أن الله قرر الاستجابة لك، ماذا تقترح عليه أن يفعل حين تناقض نفسك وتردد آية "ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها" ودعاء "اللهم هجرة" إلى ذات الدول التي تدعو عليها بالحرق، من أين سيجد لك بلداً جميلاً تهاجر إليه من زريبتك بعد استنزافك ثروات العالم الحرجية؟
كن إيجابياً. بدل قضاء حياتك بكره الآخرين والدعاء عليهم والشماتة بهم، ادع الله أن يختم على قلوب موظفي سفاراتهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة، فيوافقون على منحك تأشيرة دخول لبلادهم، أو أن يكسر ساق مديرك الذي بهدلك وخصم راتبك لأنك تأخرت عن العمل عشر دقائق؛ هذه الدعوات تخدم مصالحك على الأقل، رغم يقيننا بأن الله لن يستجيب لها أيضاً.