ناشط يكتشف قدراته الحسابية في إحصاء الجثث بمجرد نظرة
الحدود - مراسلون
١٨ ديسمبر، ٢٠٢٤
ضمن رحلة اكتشاف الذات في مرحلة ما بعد التحرير والتخلص من مخلّفات نظام الأسد النفسية والفيزيولوجية، أتاحت كاميرات قناة الجزيرة العربية للناشط حميد بهلوان أن يكتشف في نفسه موهبةً فريدة تمكّنه من إحصاء الجثث المدفونة في مقبرة جماعية بمجرد نظرة واحدة على الصور في خبر اكتشافها.
وكانت الشكوك قد راودت الناشط بهلوان أنه شخص ليس كالأشخاص منذ طفولته، وتأكَّد من موهبته حين أخبر زملاء صفّه أن منخل الشباَّك يحتوي على مليار مربع، وتدرّج في تطويرها خلال سنوات الحرب بإخبار أهله عن أوزان البراميل من مشاهدة فيديوهات سقوطها، إلى أن أتيح له إظهارها للعالم كله الأسبوع الفائت عندما كانت جميع الأدلة والتقارير والبيانات تشير إلى فراغ سجن صيدنايا بينما كان حدسه يؤكد له وجود ١٢٥٤٢ معتقلاً لا يمكن الوصول إليهم.
واستعرض بهلوان قدراته الإحصائية في تقدير عدد الجثث على الهواء عندما سُئل عن المنهجية "لنأخذ آخر مقبرة جماعية على سبيل المثال، لنقل أن طولها حوالي ١٥٠ متراً وعرضها متر ونصف تقريباً، ما يعني أن مساحتها ٢٢٥ متراً مربع، وإذا قلنا إن كل متر يحتوي على ثلاث جثث، وضربنا الناتج بالمساحة، يصبح لدينا ٦٧٥ جثة، لنقل ٧٠٠ جثة ليصبح الرقم أسهل للتداول إعلامياً، وبما أننا ندرك مدى إجرام النظام، فإن الرقم لن يقل عن ٨٠٠ جثة، وسلَّمت بهذا الرقم فقط من باب الموضوعية، بينما أكاد أُقسم أن الرقم أزود بـ ٢٠٠ ألف".
من جهته، أكَّد مدير وحدة الاخبار في محطة الجزيرة العربية أنَّ الأستاذ حميد لم يترك مجالاً للمناقشة أو التشكيك بالأرقام التي أوردها خلال دقائق استضافته على الهواء "أخذنا بعين الاعتبار تأكيده لنا بأنه شاهد عيان، وقاطعنا تلك المعلومة بلغة جسده وتحدثه بسرعة وثقة وانفعال، وذلك إلى جانب أنه ظهر وخلفه مكتبة محشوة بالكتب وبيده هاتف محمول ينقل منه معلوماته الدقيقة أولاً بأول دون ارتجال.