لايف ستايل، خبر

قليل ذوق يتابع التلفاز في غرفة الجلوس

آدم مؤزَّر - مراسل الحدود لشؤون الأزمنة البائدة

Loading...
صورة قليل ذوق يتابع التلفاز في غرفة الجلوس

شغَّل السيد الوالد منير زحبر "أبو حسان" التلفاز قبل قليل، وراح يقلّب القنوات، شغَّله ودمَّر حالة التناغم التي سادت البيت منذ عقدين بين العالم الرقمي وجدران المنزل. شغَّله وترك أمواج الوجوه والأشكال والألوان والأصوات تجتاح أفراد عائلته، مشتتاً تركيز كل واحد منهم على أربعة تطبيقات، دون أدنى احترام للمساحات الشخصية في الأماكن العامة مثل غرفة الجلوس.

وبحسب السيدة إنعام سنطوري "أم حسان" فإن زوجها كان قليل الذوق طوال حياته "لم نرَ في حياتنا معه يوماً هانئاً، حتى حين كان التلفاز جهازاً عائلياً، كان يقلب المحطّة لمتابعة أخبار العاشرة ويخرّب على الأولاد المساكين إعادة سبونج بوب؛ والآن صار يشغله لمتابعة الأفلام مثل مراهقي الثمانينات، وكأن اللابتوب الذي أعطاه إياه مديره في العمل مجرّد طوبة".

من جهتها، اعتبرت الخبيرة والمحللة لينا زحبر تصرف أبيها تحدياً لحتمية الحداثة، وتمسكاً بالتبعية الجماعية وعادة السير مع القطيع، فيما وجد المواطن حسان زحبر هذه الحركة استعراضاً للعضلات وإثباتاً لمن هو الرجل في هذا المنزل".

وتساءل حسان عن جدوى وجود تلفاز في المنزل "من الطبيعي أن نراه في العيادات لينسى المرضى وقت الانتظار، أو في المقاهي لنتابع المباريات وكأس العالم، لكن في المنزل؟ علينا التحرّك بسرعة. اليوم يشغّله وغداً يطلب منا كتم أصوات هواتفنا ليسمع ما يقال دون شوشرة، ومن يدري؟ قد يصل به الأمر إلى إحضار ألبوم العائلة الأثري وإجبارنا على الجلوس بجانبه ليرينا الصور ويروي قصص شبابه، خصوصاً أن لديه ميولاً رجعية، فقد رأيته قبل يومين يمسك قلماً ويكتب على الورق كما لو أنّه شكسبير".

شعورك تجاه المقال؟