تغطية إخبارية، خبر

هل يجوز من بعد إذن شواربك أن يفرح السوري قليلاً؟

مايكل أبو العاص - مراسل الحدود للنفس اللوامة

Loading...
صورة هل يجوز من بعد إذن شواربك أن يفرح السوري قليلاً؟

اعتقنا! داخلون على الله ومن ثم عليك أن تعتقنا وتفكّر من منظور عاطفي تافه سطحي اسمه مشاعر إنسانية، إذا كان يحق للسوري الفرح لثلاثة أيام فقط، لنقل يومين، أو حتّى ٢٤ ساعة يا سيدي؟ ونعدك بعدها أن نلتفّ حولك ونشاطرك الأحزان والهموم وتداعيات التوسع الصهيو-أميركي ومخاوف اندلاع حرب أهلية؛ نحن بعرضك ويدنا في زنّارك أن تمهلنا قليلاً وسنكون معك، فكلّنا في الهواء سواء على كل حال. 

أقول هذا لأنك ربما لا تعلم أن السجون التي تُفتَح على الهواء مباشرة ومن فيها من فاقدين للذاكرة ومعاقين ومنتهكين جنسياً ونفسياً وعقلياً، لهم أهلٌ بحاجة لأن يفرحوا لهذه اللحظة التي لم تحققها ببؤسك وحزنك، ولم يأتهم بها التفكير النقدي والتحليل الفينومينولوجي ولا النضال الفيسبوكّي ولا محور المقاومة ولا بوتين ولا الصين ولا مجلس الأمن على مدار ٥٠ عاماً؛ وهي فرحة مؤقتة وندرك ذلك جيداً، فنحن اختبرنا الإسلام السياسي بداعشه ونصرته وحزب اللههِ وإيرانه وتركيّته، وكلنا مستعدون نفسياً لنهايتها ولستَ مجبراً على تحمّل مسؤولية تذكيرنا بذلك. 

كما أنني أسألك لأنه من الوارد أنك لا تعلم أن النظام السوري بأسَدَيْه وأسيدِه وبراميله قتل من السوريين أكثر مما قتلت إسرائيل وأميركا مجتمعتين منهم، وصادر ممتلكات وأراضٍ وحقوق وحريات أضعاف مساحة الجولان؛ ستسألني إذا كنت أدافع عن إسرائيل؟ سأخبرك أنها أحقر قليلاً أو كثيراً، أو أقل حقارة بقليل أو بكثير من التوغل الإيراني والروسي؛ وسواء اتفقنا أم لا فلا تغيّر الموضوع، هنالك أناس من حقها أن تفرح بالخلاص من مجرم، سواء خدمت فرحتهم المؤامرة الكونية أم أسعدتك أم لم تأخذ رأيك الفلسفي يا كلود ليفي شتراوس أنت. 

أتفهّم تماماً أنك حريص على سيادة سوريا وتعرف مصلحة الشعب أكثر منه، لكن ألا تتفق معي قليلاً أن أحداً لن يستمع للطميات في حفل زفاف ولا طهور حتى؟ دعهم ينهون الاحتفال بالخلاص من حقبة لا يمكن أن يكون هنالك ما هو أسوأ منها باستثناء عودتها أو الاستماع لآرائك في هذه اللحظة.

شعورك تجاه المقال؟