ما هو العلو المناسب لكلمة "الله"؟
فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون الخوف من المرتفعات
٠٥ ديسمبر، ٢٠٢٤
يمكن اعتبار تاريخ المنطقة سلسلةً من محاولات إعلاء كلمة الله ولو كره الكافرون ولو كره المشركون ولو كره من كره من الليبراليين والإيزيديين والنساء. وتختلف بالطبع المدارس الإعلائية في منهجية الإعلاء المُتَّبعة، فلدينا من يُعلي كلمة الله إلى ارتفاع ألف قدم ثم يصطدم بها في برج التجارة العالمي، وهناك من يعليها لما لا يتجاوز بضعة عشرات أمتار ارتفاع برج الساعة في الموصل، كما أن المدارس اللاعنفية في الإعلاء تختلف وتتراوح بين رسالة طارق سويدان ورحمة محمد حسَّان. فيما برزت مؤخراً مدارس الإعلاء الما بعد حداثية، التي تتمثل بالعفو عن أهل الكتاب وتطمينهم عبر الريلز واللايف ستريمز، ثم السيطرة على المطارات وتدمير تشكيلات الويسكي في المناطق الحرة بدلاً منهم.
لكن السؤال الأول ما هي كلمة الله المراد رفعها؟
تتجاوز الظاهرة سؤال الـ "كيف؟" بل تمتد إلى الما والأين. إذ لا يوجد حتى الآن حادثة مسجلة في التاريخ تحدَّد فيها إن كان اسم الله الرحمن الرحيم أم القهّار الجبار الذي سيُعلى، ولم يسبق لأي من المُعلين لكلمة الله على مختلف مرجعياتهم أن يُفصحوا عن تلك الكلمة إلى حين اكتمال عملية الإعلاء. ويبقى السؤال لدى الباحثين المتحسسين رقابهم معلهَقاً، هل هي الكلمة المجيدة في لوحٍ محفوظ أم الكلمة المنسوخة أو المنسية والمأتي بخيرٍ منها أو مثلها؟
أما بخصوص الـ "أين؟"، فمنذ القرن السادس للميلاد وحتى اليوم، وصلت الأمة إلى حدود الصين شرقاً وحتى تخوم برشلونة غرباً، إلا أن كلمة الله لم تصل بعد إلى العلوّ المرجو منها؛ ما دفع مراسلنا المتنكر على هيئة جورج من حلب للنزول إلى الميدان بعد حصوله على التطمينات الكافية، لتحديد العلوّ الذي تتوقف عنده كلمة الله عن الارتفاع وتبدأ بأخذ مسارٍ خطي، وهذا ما توصل إليه:
أعلى الـ تويوتا هايلوكس
إذا أردتَ صورة عملية، يمكن أن تُعلي كلمة الله حوالي المترين ونصف ارتفاع سيارة تويوتا هايلوكس موديل ٢٠١٢ محمّلة برشاش مضاد للطائرات، إذ سبق لهذه الصورة الأيقونية على الحدود السورية العراقية أن دفعت كثيرين للاعتقاد أن كلمة الله بلغت القمة، إلا أنَّ تقريراً دولياً نُشر عام ٢٠١٦ دراسة خلص إلى أنَّه في مثل هذه الحالات يمكن أن تعلو على كلمة الله كلمة "تارجت أكوايرد" يقولها طيار إف-٣٥ تابعة للتحالف.
أعلى مئذنة متصدعة
هناك حالات نجحت فيها أطراف مختلفة بفتح المدينة بعد تدميرها، ثم إعلان إعلاء كلمة الله من على مئذنة تصدّعت من شدّة عمليات مقاومة الإعلاء، وسرعان ما انهارت مع بدء العمليات البرية في المنطقة، وبقيت كلمة الله معلّقة إلى حين التقاطها من قبل المُعلي التالي.
٤٢٠ متراً عن سطح البحر
وهو ارتفاع الواجهة الجنوبية لقلعة حلب التي اعتلاها أبو محمد الجولاني يوم أمس، ملوّحاً بيده للجماهير الكادحة على سنّة الله ورسوله. ويُعد هذا من أعلى الارتفاعات التي وصلت إليها كلمة الله حتى الآن. لكن خبراء يحذرون من أن العلوّ الشاهق الذي وصلت إليه الكلمة قد يسفر عن تأثير كارثي على الأرض لو سقطت، لا سمح الله.