شاب يوسّع طاقته الاستيعابية ليتمكن من عدم الاعتياد على ثلاثة مشاهد إضافية
آدم مؤزَّر - مراسل الحدود من وراء المشهد
٠٤ ديسمبر، ٢٠٢٤
بدأ الشاب رشاد شرودي حزمة ممارسات تهدف إلى ترميم طاقته الاستيعابية وتوسعتها، ليتمكن من الاستمرار بعدم اعتياد المشهد، والارتقاء بقدراته إلى تحمّل ثلاثة مشاهد دفعة واحدة، فيتابع أخبار فلسطين ولبنان وسوريا والسودان وسائر حروب المنطقة وكوارثها وسخامها المنتشر في الفضائيات والمواقع الإلكترونية والسوشيال ميدياء، محافظاً على ضميره الإنساني مستيقظاً على أهبة الاستعداد للتعاطف والشعور بأنه وجميع من حوله كلاب مقصّرون لا يشعرون بالحزن والألم والانهيار العصبي.
وتشمل ممارسات رشاد وقف الترميش أثناء متابعة الأخبار حتى يتدفق الدمع ينابيع من عينيه، وأداء تمارين تنفس تتناغم مع تسارع الأحداث وتصاعدها وانفجارها وانزلاقها، بالتزامن مع ارتداء نظارات شمسية فصّلها خصيصاً بعدسات مقسومة لنصفين: النصف العلوي باللون الأسود زيادةً في قتامة المشهد، والنصف السفلي باللون الأحمر ليضاعف الدموية، فضلاً عن دبوس يخز به نفسه ليتأوه مع نهاية كل مشهد.
ولإدراكه ضرورة تهيئة ظروف خارجية تعزز تجربته، اقتنى رشاد آيفون سيكستين برو ماكس بسعة تيرابايت كامل، يخزّن عليه كل المشاهد التي يمكن أن تفوته ليتابعها لاحقاً، ويبحث من خلاله عن تطبيقات تساعده على النسيان ليتفاجأ بالمشهد كأنه يراه لأول مرة، دون أن يغفل الاستعانة بعائلته وأصدقائه وأقاربه ليصفقوا له كلما أخبرهم بعدم اعتياده حتى الآن.
يواجه رشاد حالياً تحديات جمّة في تحقيق التوازن بين عدم اعتياده ومتطلبات الحياة، وهو ما دفعه للاستقالة من وظيفته وعائلته وحبيبته والتوسّع بمهمته كغير معتاد للمشهد متفرّغ، وتطوير ممارسات تحفظ قدرته على توسيع طاقته الاستيعابية حتى لا يعتاد التوسّع.