لماذا يتربّص المتربّصون بنا؟
مايكل أبو العاص - محرر الحدود المتربّص بمرتّبه
٢٩ نوفمبر، ٢٠٢٤
كلّما فتحتُ فمي متسائلاً عن موعد صرف المرتّب حذّرني الزميل أمير اللوز، مدير الموارد البشرية، من مغبّة فتحه -فمي- والتفوّه بما يخدم المتربّصين بشبكة الحدود والوطن والقائد والأمّة، ويتيح لهم المجال للنّيل من استقرارنا ورفعتنا ومجدنا ومقدّراتنا ولُحمتنا؛ وبقيتُ مغلقاً فمي طوال أشهر بانتظار صرف مستحقاتي لسداد ديوني وأجار المنزل والفواتير، لكنّ شركة الكهرباء قطعت عني التيّار وخطّي مفصول وصاحب الشقة ألقاني في الشارع، وكلّما رجوتُ أحداً أن يمهلني ولا يدفعني لفتح فمي وخدمة المتربّصين بالوطن، أكد لي أنه كـ* أمي على أم الوطن.
دفعني الفضول للبحث وفهم ما يجري من حولي، فكان عليّ أن أعرف على ماذا يتربّص هؤلاء وما الذي يرونه لدينا ونمنعه عنهم؟ ولماذا ينظرون إلينا بعين الحسد فيما نحن -نحن أنفسنا- نرتمي في قوارب مطاطية في عرض المحيط مع مهرّب لا نعرف عنه سوى أن اسمه الكوبرا هرباً من هذا البؤس؟ وها هي مطاعم الشاورما غزت العالم، والنفط والغاز يدخل في الأسواق الأوروبية براميلَ براميلَ، والذهب السوداني يعبر من دبي إلى موسكو فأوروبا وأميركا بسهولة، أما السيادة والأرض فعليها قواعد عسكرية مُعلنة؛ فما الذي يجبرهم على البقاء متربصين القرفصاء؟ ألم يتعبوا من هذه الجلسة؟ ما الذي يمنعهم من التفضّل؟ هل جرّبوا التفضل كما فعلَ غيرهم ومنعناهم؟ هل من واقع الحال يعتقدون أن جيوشنا ستدوسهم؟ الأمم المتحدة ستهدّد بتدخل عسكري لحمايتنا؟
لمعرفة الجواب، كان عليّ البدء من طرح سؤال آخر يتعلّق بهويّة هؤلاء المترّبصين، ليس فقط كي نعرف ما الذي يريدونه تحديداً، بل لتجنّب الحديث أمامهم عندما أطالب بما بتبقّي من مرتّبي وكرامتي، فوجدت أنهم -وعلى عكس المتوقّع- ليسوا الإسرائيليين ولا الروس ولا الإيرانيين ولا الأميركان، لأن هذه الأمم تجاوزت مرحلة التربّص وتفضّلت مشكورة بالقفز إلى أحضاننا وأعلنت عن وجودها وتتصرمح في ربوعنا منذ عقود وقرون؛ بالتالي قادني المنهج الاستدلالي للعثور على قائمة متربّصين محتملين تضم دون حصر:
جزر العذراء البريطانية:
تجنبوا الحديث والنشر أمام أي شخص تظهر عليه ملامح جزر عذراويّة، إذ تشتهر بلادهم بكونها ملاذاً ضريبياً لأكبر العصابات الإجرامية وقيادات الماسونيّة وشركاتهم الوهميّة، ومن المنطقي أن تكون هذه الجزر المنسيّة المخفيّة على رأس المشتبه بهم في التربّص بوطننا بهدف السيطرة على ما تبقّى لديه من عملة صعبة وتخبئتها في خزنة عليها رصد في قعر المحيط.
+LGBTQ:
من المؤكّد بحسب كثير من الدراسات التي أجراها خالي ربحي وزوج عمتي أبو ناجي وسليم القعبورة سائق التكسي، أن هذه الجماعة تتربّص أي فرصة لنشر العدوى في مجتمعاتنا -وأي مجتمعات على أية حال- عن طريق تحويلنا عبر تقنية التنويم المغناطيسي إلى جنس آخر بهدف إضعاف عزيمة الأمّة وثنيها عن العودة لأمجادها السابقة.
الوايت ووكرز:
يحاول المتربّصون التسويق لنظرية كرويّة الأرض وعدم وجود شيء خلف الجدار الجليدي، لكنّ بحثي على فيس بوك قادني لصفحة سريّة مغلقة "أسرار وخفايا ما وراء الجدار الجليدي" حيث اكتشفت أنه من المحتمل جداً وجود السائرين البيض في الحقيقة وأنهم متربصون لتنفيذ أوامر النايت كينغ واللحظة المناسبة لاقتحام الجدار الجليدي الذي تحرسه بوارج بريطانية وأميركية وروسية، وبمجرد سماعهم أنني لا أحصل على مرتبي أو أن الكهرباء مقطوعة، سيعرفون أن الوقت حان لأكلنا أحياء.