كيف سيطوي الجيل الجديد أعداءه طيّ الصحف في عصر الإعلام الرقمي؟
فتحي العترماني - وسيط في صراع الأجيال
٢٨ نوفمبر، ٢٠٢٤
سبق وأن طوى آباؤنا العدو الإسرائيلي في صحيفتي الثورة والأهرام ثم مسحوا فيها زجاج المنزل وألقوا بها في مزبلة التاريخ، لكن من حق أبناء الجيل الجديد، جيل آيباد وتيك توك ونتفليكس ذوي البنطال الساحل والشعر الموكّس، أن يسألوا وهم على مفترق طرق تاريخي، كيف سيُعيدون عدوّهم من حيث أتى ويطوونه طيَّ الصحُف إن تطلّب الأمر في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي واختفاء الصحافة الورقية بعد اندثار آخر معاقلها في جريدة الحدود في أعقاب كورونا؟
أضع في هذا التقرير عُصارة خبرة سنوات في القراءة عن التكنولوجيا دون امتلاك الأموال اللازمة لتجربتها، ومعاصرتي مراحل متعددة من التحول الرقمي ومحاولة فهم طريقة عمل الخوارزميات وجوجل تريندز، لأقدم للمشكلة حلولاً عصرية ومرنة تحافظ على مستويات التستوستيرون والأدرينالين عند معدلاتها الطبيعية.
"نُغلقكُم إغلاق البوب أب"
يعتبر حلاً سهلاً ذا وقعٍ جذاب على الأذن عند التهديد به، كما يحمل في طياته هجاءً لاذعاً للأعداء بتشبيههم بظاهرة صغيرة لا تشغل سوى حيز بسيط من الشاشة لكنها مزعجة. إلا أن بعض النقاد الاجتماعيين يرون أن هذا الحل نفسه بات صدءاً لا يلبي احتياجات جيل العصر وبحاجة أن يطوى طيّ الصحف، فمن يقرأ مواقع إخبارية أصلاً؟
"نُسَكرُلُكم سكرول الريل الخالي من الهووك الجاذب"
في عصر الصورة والسرعة، يجب أن تتعامل مع أعدائك بنفس سلاح العصر، وما من إهانة توجهها اليوم لعدوّك أقسى من كونه مملاً لا يستطيع استرعاء انتباهك لأكثر من خمس ثوانٍ فينزل عليه عقاب باهمك ويقذف به إلى مزابل الخوارزميات.
"نطويكم طيّ الـ Galaxy Z Fold"
وهو خيار مكلف قليلاً وقد يصل إلى ٢٥٠٠ دولار، لكنه مخصص لليافعين الرافضين نبذ هوية المنطقة والمتمسّكين بعاداتها وتقاليدها التي تجعل من الطيّ فعلاً انتصارياً في وجه مختلف أنواع الأعداء من محتلي الأرض إلى المنافسين على قلب سميرة.