سارق مساعدات دولية يستنكر قلة المواد التي تدخل غزة
الحدود - مراسلون
١٨ نوفمبر، ٢٠٢٤
في الرابعة فجراً يخرج سمير ولّالة من مخبئه باحثاً عن لقمة عيش تسدّ رمق ٢ مليون غزّي ليسرقها، ولا يعود إلى فراشه قبل منتصف الليل بعد أن يبيع التجّار والمواطنين احتياجاتهم من المساعدات؛ مدفوعاً بحبّه لمهنته التي احترفها حتّى أصبح شيخ كار سرقة المساعدات الدولية منذ أن كانت مجرَّد شكراً قطر.
لا أحد يسلط الضّوء على معاناة سمير وأمثاله الذين يخاطرون بحياتهم، بل أن أي مراسل أو صحفي أو ناشط يثير النقاش حول معاناتهم، يتعرَّض للبهدلة والضرب، يقول سمير "مهنة النّهب لم تعد تستحق المخاطرة فالكمّيات مخجلة يا أمّة العار، وبعد توزيع حصص منها على الجيش الإسرائيلي والأمن الداخلي لا يبقى لنا شيء نبيعه؛ فتحوّلنا إلى شمّاعة يلقى عليها اللوم لنقص المؤمن في النصيرات، وعندما نسرق قافلة لبيعها في النصيرات تظهر الشكاوى في المواصي، نبيع المسروقات في المواصي فيحتجّ سكّان رفح! هل نحن سبب المأساة أم العالم البخيل؟"
يتابع سمير بحسرة قوله إن الظروف سيئة إلى درجة تهديد اللص بالفقر وامتهان كرامته "في أحسن الأحوال لا نجد أكثر من ٣ أطنان من الأكفان والفوط والمعلبات لسرقتها، أين الزيت؟ أين الأرز؟ أين السمن؟ أين اللحوم؟ ٢ مليون بني آدم نحن يا عالم، حسبي الله ونعم الوكيل فيكم!". ومع ذلك يصرّ سمير على التمسّك بأرضه والبقاء "لن نترك رزقنا وقوافلنا ينهبها الغرباء، فإما حياةُ منغنغة وإما مماتٌ ونحن نحاول السرقة".