دراسات الحدود: انتشار الإنترنت في الخمسينيات كان سيجعل من غيفارا تراڤل يوتيوبر
مايكل أبو العاص - فتحي العترماني
٣٠ أكتوبر، ٢٠٢٤
نشر معهد الحدود لدراسة أفكار الساعة الثانية والنصف ليلاً ورقة بحثية أعدها مؤخراً حول الآثار المحتملة لانتشار الإنترنت في خمسينيات القرن الماضي بدلاً من تسعينياته بعيداً عن احتمالية تسخير الاتحاد السوفييتي بوتّات تعلّق على مقالات الصحافة الأميركية. خلص فريق البحث إلى أن ثورات العالم في هذه الحقبة ما كانت لتحدث بهذه الكثافة جرّاء انشغال حركات التحرر بالنشر على السوشال ميديا واكتفاء الأنظمة بحجب التيكتوك والتويتر وقتل الثوار أثناء تركيز #كلّ_العيون_على_الجزائر.
كما أشار البحث إلى أن حمل رموز ثورية تاريخية مثل آرنستو تشي غيفارا لأجهزة ذكية كان سيدفعه لاستكمال رحلته على الدراجة عبر أميركا اللاتينية وصولاً إلى كندا ثم الإبحار إلى غرينلاند والسير عبر أوروبا وصولاً إلى إفريقيا عبر مضيق جبل طارق على متن سفينة ترحيل لاجئين.
ويجد فريق البحث أن اللحظة المفصلية في حياة غيفارا كانت ولادته قبل ٤٠ سنة من انتشار الإنترنت، مخالفاً بذلك وجهة نظر الكاتب إدواردو غاليانو الذي اعتبر أنها لحظة تسريحه من الجيش الأرجنتيني؛ وبرر الباحثون ذلك بأن الإنترنت كان سيوفر لغيفارا فرصة الاستفادة من تسريحه لكسب رزقه عبر قناته على يوتيوب وصعود اقتصاد الـ كبسوا-كبسوا على تيكتوك.
وقال الزميل الباحث فتحي العترماني إن تأخر الإنترنت أضاع على غيفارا فرصة إمضاء ما تبقى من حياته في نشر ريلز عن أصالة السكان الأصليين في الكونغو، واستعراض وزن الأموال التي على المسافر حملها من عملة الكتزال الغواتيمالي خلال الانهيار الاقتصادي ومقارنة تكاليف الوجبات والإقامة بين العملات المحلية والبيزو الأرجنتيني، والأهم أنه تسبّب بإعدامه في بوليفيا أمام مجموعة من الفلاحين بدلاً من الموت على قمة جبال الأوراس بعد تسلقها في بث حي أمام ملايين المشاهدين.
المشرفة على الدراسة، الزميلة رحمة نشكور، ذهبت إلى أبعد من ذلك في البحث عن الجانب النفسي الاجتماعي الذي كان سيميّز غيفارا، حيث ترى أن اهتمامه بكوبا كان ليركز على غياب موظفي الأمن عن المعابر الحدودية لدمغ جواز سفره نتيجة القتال الدائر بين قوات باتيستا وجماعة كاسترو، وانحصر أثره على المكسيك باستعراض يومياته في السجن مع تجار المخدرات والمهربين بعد دخوله البلاد بطريقة غير شرعية من خلال ستوري يومية.