تغطية إخبارية، تقرير

تسريبات الحدود: تحديث قصص الأنبياء لتأتي العبرة من طائرات إف-٣٥ بدلاً من الريح الصرصر

مايكل أبو العاص - مراسل الحدود من المستقبل الما

Loading...
صورة تسريبات الحدود: تحديث قصص الأنبياء لتأتي العبرة من طائرات إف-٣٥ بدلاً من الريح الصرصر

أفاد مصدر في لجنة مناهج العبر والمواعظ أن تحديثاً جذرياً سيطاول قصص الأنبياء والأقوام الغابرة التي يدرسها الطلبة الأحباء من جيل ما بعد الزد والألفا والبيتا والݘاما؛ وذلك انطلاقاً  من الحاجة لتطوير قصصٍ تمكّنهم من تصوّر حياة من سبقوهم بشكل يناسب عصر اقتصاد الانتباه والذكاء الاصطناعي، وتمنحهم العبرة من مغبّة اعتبارنا بقصصٍ عمرها آلاف السنين لا توائم حاجيات العصر. 

تشير الوثائق المسرّبة من المنهاج إلى استبدال العقوبات القديمة بأخرى أحدث وأشد فتكاً، بشكلٍ يجعل القصص أكثر منطقية من سيناريو غيم أوف ثرونز المنطوي على معاقبة أصحاب الباطل واختبار صبر أهل الحق، وسيكون ذلك من خلال توظيف العبرة في انفجار القنابل الغبية التي تلقيها طائرات إف-٣٥ وتمسح مربعات سكنية بثوانٍ بدلاً من الريح الصرصر التي بات من الممكن تفاديها بإغلاق النافذة، واستعراض القدرة على حرق الأراضي بالفسفور الأبيض عوضاً عن الحجارة من سجيل؛ كما تدرس اللجنة استبدال الأنبياء الطيبين بشخصيات أكثر واقعية وقابلةً للتخيّل مثل سموتريتش وبن غفير ونتنياهو، وأصحابُ الأيكة وقوم تُبَّع بأُناس مألوفين أكثر لدى القارئ العادي كأهالي شمال غزة أو جنوب لبنان.

استندت اللجنة في قرارها على دراسة قدرة القصص القديمة على الردع عند الجيل الجديد، وتبين أن ٩٤٪ من عينة الدراسة لم تتعظ ولا خرا، بل أنها تمادت في تحمّل الابتلاء وانخرطت في تطوير أفكار وآراء مقاومة للأفكار الإصلاحية التي أتى بها شعب الله المختار ومن آمنوا برسالته، فكان أن حلّ بهم عقاب جديد متطور لم يكن متوفراً على زمن نزول النصوص الدينية القديمة، كما تعذّر إقناع عينة الدراسة أن عذاب الصرخة هو تأويل لخرق جدار الصوت، أو أن طوفان نوح هو طوفان الأقصى.

ومن المتوقع أن تكلّف غرف التحرير في وول ستريت جورنال والتيليغراف بالإتيان بنبأ القوم الذي كذبوا بمناشير جيش الدفاع لمّا جاءتهم فأتتهم صواريخه بغتةً وهم في حماسهم يعمهون، وستستخدم تقنيات الهولوغرام والواقع المعزَّز لعرض تجربة واقعية للمتلقين ليذوقوا قليلاً من البأس الذي سيأتيهم إذا ما تعنّتوا وتجاهلوا تحذيرات الرسل الموجهّة بالليزر.

شعورك تجاه المقال؟