تغطية إخبارية، تقرير

بماذا يتخبط العدو؟

مايكل أبو العاص - خبير الحدود في شؤون اضطراب ما بعد الخبطة

Loading...
صورة بماذا يتخبط العدو؟

كلّما أشار محلل سياسي إلى أن العدو يتخبط، سقط مزيد من الضحايا واغتيل قائد بارز في المقاومة وأُبيدت عائلة بأكلمها وسقطت خاصرة رخوة، فهل من الجيد أنه يتخبط؟ من الواضح أنه لا، ليس جيداً؛ لكن يجب أن نعرف من أين يأتي هذا العدو المفلس بأشياء يتخبط بها ليوقع كل هذا الأذى والدمار بنا رغم وجود إيران ومعادلة الردع واتفاقيات السلام والجزيرة والدويري.

طاولة المفاوضات:

منذ تسعينيات القرن الماضي والعدو ينطح طاولة المفاوضات مسقطاً عنها خطط زعمائنا للسلام، فيضطرون لتكبيرها وضم زعماء آخرين لها ووسطاء جدد وممولين كبار، إلى أن أصبحت الطاولة تغطي جزءاً لا بأس به من مساحة الكوكب، فزادت أبعادها وعدد الجالسين عليها وقلنا إن العدو عقل وتوقف عن التصرف كثور سلام هائج، لكنه أصبح يخبط بأطرافها كلما قام وقعد، مسقطاً على رؤوسنا أوراقاً وملفات واتفاقيات ومسودات قرارات ومقترحات وقف إطلاق نار وخطط إعادة إعمار مضادة للتحصينات.

معادلة الردع:

من المعروف أن العدو غادر وجبان ويتسلل إلى سماوات الدول الأخرى على متن طائرة نفاثة تحت جنح الظلام أو من بين الغيوم للإقدام على فعلة نذلة، ومع وجود معادلة ردع محترمة كبيرة ثقيلة طويلة عريضة اشتريناها من إيران، مع كفالة مدى الحياة أو ٥ حروب أيهما أقرب، تتزايد حوادث اصطدام قنابله وصواريخه فيها وانفجارها قبل وصولها لأهدافها في تدمير معنويات الأمة وكرامتها، وتتساقط شظاياها علينا متسببة ببعض المجازر والكثير من الثقة بردعنا المستورد.

المربعات السكنية:

من سوء حظنا أن أسلحة العدو حديثة وتعتمد على الذكاء الاصطناعي واختراق سرعة الصوت، وهذا الأمر بحاجة لمساحات شاسعة للتصرمح بها، ولكون الأهداف التي يهاجمها دائماً توجد في مربعات سكنية مكتظة وشوارع ضيقة مليئة بالأبنية، فإن أسلحته تفقد قدرتها على المناورة وتخبط في طريقها ثلاثة أو أربعة أبنية وتسويها بالأرض مما يفسح المجال للهجمات التالية أن تكون أكثر دقة وتَخبُط الهدف الذي يقول الدويري عادةً إنها لم تحققه من الضربة الأولى.

أهالي المحتجزين:

نظراً لعدم التزام أهالي المحتجزين بكونهم مجرَّد أهالي محتجزين عددهم لا يتجاوز العشرات، عمدوا للظهور في شوارع وساحات تل أبيب على شكل مئات آلاف المتظاهرين والمُهجَّرين من الشمال المنادين بوقف الحرب من أمام الكنيست ومقر إقامة نتنياهو والشوارع الحيوية بدلاً من البقاء في مستوطناتهم وكيبوتساتهم، الأمر الذي يتسبب باختناقات مرورية تؤخر بن غفير وسموتريتش ونتنياهو عن وظائفهم ويعكر مزاجهم عند الصباح ما يؤدي لرفض أي صفقة وبقاء المحتجزين محتجزين وأهاليههم أهاليهم والحكومة حكومة والحرب حرب.

شعورك تجاه المقال؟