كم تبلغ فاتورة التحرير تقريباً؟ غزّي يسأل ويبدو أن هناك مشكلة في الإنترنت
سهيل الأنّان - كاشير الحدود
٢١ سبتمبر، ٢٠٢٤
استكمالاً لمسيرة أجداده وأجداد أجداده في الكرم والعطاء وبذل النفس، حمل ابن غزة المواطن مؤازر الناصر بإذن الله منصور أوزار الحرب عن طيب خاطر، فما رد نازحاً استجار به وطلب الاحتماء في خيمته٬ ولا همه إن تبرع بنصف كيلو أرز المساعدات الإنسانية وبقي بلا طعام لأسابيع٬ وحين أسعف إلى المستشفى، لم يتردد بمشاركة أسطوانة الأوكسجين -شهقة بشهقة- مع مصابين آخرين، قبل أن يخلي لهم سريره في غرفة الإنعاش ويستلقي بجراحه على البلاط.
قبل يومين، وضع مؤازر رأسه على صخرة وشرع بذبح نفسه ليحملها ويقدمها كضيافة لمشجعي القضية٬ إلا أن ابنه سحب السكين من يده قبل أن تصل إلى الوريد، وذكره أن الحرب لم تنته ويجب أن يشهد التحرير٬ فدق الأب على صدره وصاح "لا والله لن يدفعها أحد غيري" قبل أن يرسل لجمعية المزاودين العرب طالباً تزويده بقيمة فاتورة التحرير لدفعها كاملةً على حسابه وحساب عائلته.
وأوضح مؤازر في رسالته أنه سيدفع فوق الفاتورة بقشيشاً مجزياً٬ على أن تكون الفاتورة مفصلة تبيّن قيمة كل عملية تحرير وضرائبها والإضافات عليها للتأكد أنه لن يتعرض للغش كما حدث بمن دفعوا فواتير الـ ٧٣ و ٨٧ و الـ ٢٠٠٠ و٢٠٠٨ و٢٠١٤.
من جانبها، رحبت الجمعية بعرض مؤازر السخي وأكدت أن الفاتورة جاهزة، إلا أنها علقت بجهاز الكاشير لطولها وسوء تغطية الإنترنت٬ مشيرة إلى أن ما ظهر لغاية الآن يتضمن قصيدة "تحريرها كلها بدأ" للشاعر تميم البرغوثي٬ وفيديو "طوفان الاستشهاديين" لكتائب القسام٬ وشروحات الدويري عن الفاتورة التي سيدفعها الاحتلال إن تهوّر وبقي في محور فيلادلفيا.