تغطية إخبارية، تقرير

محمود عبّاس يكتب: الضفة نائمة لعن الله من أيقظها

محمود عباس - شهيد مرتين وفخامة رئيس غير متفرّغ

Loading...
صورة محمود عبّاس يكتب: الضفة نائمة لعن الله من أيقظها

الضفة أشدّ من القتل إذا استيقظت؛ لذلك حرصت خلال ٢٠ عاماً من تكليفي بمسؤولية شمعدان نضال وفخامة رئيس من إبقائها نائمة والهدهدة عليها وكشّ ذباب حماس وبعوض اليساريين وبواقي فتح عنها، وهزّ سريرها المُؤمَّن بسورٍ اسمنتيّ بمساعدة الأخوة في الأمن الوقائي، الذين لم يدخروا جهداً في حمايتها من الذئاب المنفردة وجماعات الظلام في تنظيمات الجريمة المنظمة ضد إسرائيل وسلطتي الحبيبة.

يؤسفني رغم ذلك تسلّل أيادي ملوّثة بالحجارة والبنادق والصواريخ العبثية لتقضّ مضجع الضفّة وتخرجها عن دينها وتوقظها من سباتها، بالتزامن مع انقلاب الجانب الإسرائيلي على التنسيق الأمني واستباحاته أحلام قيام دولة على حدود رام الله وعاصمتها البيرة، واستباحة مناطق أوسلو وأنا شخصياً، استباحوني يا عالم! استباحوني!

ربما قصّرتُ في تربية الضفة قليلاً وغلّبت أساليب التربية الحديثة على أساليب إخوتي العرب التقليدية، فأغدقت عليها بالمكافآت، كتوفير الخضار والفواكه الاستوائية والسيارات الفارهة والرواتب الحكومية الموسمية ووظائف في الإن جي أوز، واقتصرت أساليب العقاب على بعض المطاردات والاعتقالات، التي بأفضل حالاتها أدت إلى موت نزار بنات تحت التعذيب. ربما كل هذا صحيح، لكنني أبرء نفسي أمام شعبي وشعب الله المختار من النتائج المترتبة على طيش "المقاومين" وتهوّر "اليمين الإسرائيلي" في حال استيقظت الضفة وقللت أدبها، لا سمح الله ووعي الشارع الإسرائيلي.

طالبت مراراً في السماح لي بتربية القدس الشرقية وقوبل طلبي بالرفض الإسرائيلي، فماذا نتج عن ذلك إلا تكاثر الزعران في الشيخ جرّاح وفضح عرض السلام والوضع الراهن؟ وطالبت باستعادة غزة وقوبل طلبي بالرفض من حماس وإسرائيل، اللتين -سبحان الله- لم تتفقا إلا عليّ؛ فماذا كانت النتيجة إلا أن هاجمت حماس الأبرياء وردت إسرائيل بالهجوم على أبرياء؟ وطالبت بتفعيل التنسيق الأمني وعدم استباحة الضفة ومرمغة سمعتي بالأرض وتسليح أمني الوقائي مثل العالم والناس، وقوبل طلبي بالرفض الإسرائيلي والتجاهل الدولي، فأين اللوم الذي يقع عليّ كي يكون علاجه تفجير الوضع في وجهي في هذا السنّ؟ 

وأي سلام هذا الذي سيتحقق بصواريخ عبثية وفتّيش تقابلها حملات إبادة؟ بوجود طرفين لا أمون على أحدهما باعتقال قياداته وقتل منتسبيه وملاحقة فلوله، والآخر لا أمون عليه بتصريح زيارة للبحر؛ والجميع لا يؤمن بدعواتي لمواجهة التطرف والكراهية بالحفلات التضامنية واعتصامات البالونات الصفراء وأنشطة مجلس طلبة جامعة بيرزيت!  فمن أين سأجلب سلاماً؟ من وين من واشنطن؟ 

ختاماً، وكما كنت شجاعاً بما يكفي لأقول ** أخت الصين على أخت روسيا وأميركا والعرب كلهم، أقول لعن الله الضفة ومن أيقظها وحماس والمقاومة وبن غفير بكندرة، وأي محاولة لجعل الأمور تفلت من يدي ستكون عليّ وعلى أعدائي، وعلى ماجد فرج، وعلى حسين الشيخ، وعلى أبو عمّار في قبره. منيح هيك؟.

شعورك تجاه المقال؟