دراسات الحدود التي لا نعرف بصراحة كيف نقولها لكم: بقاء نتنياهو في الحكم هو الصمود الحقيقي
مايكل أبو العاص - باحث وكاتب ومحرر وصبي قهوة وشاي في مركز أبحاث الحدود الذي يشرف عليه
٠٣ سبتمبر، ٢٠٢٤
نشر معهد الحدود لأبحاث الصمود والتصدي دراسة حول انتشار مفهوم الصمود في سياق الحديث عن الحرب على غزة، والذي لوحظ تزايد استخدامه إعلامياً وسوشال ميديائياً للإشارة إلى شجاعة وجسارة أهالي غزة ممّن لم يستطيعوا الحصول على تنسيقٍ لمغادرة معبر رفح عندما كان مفتوحاً، وبقوا صامدين في أرضهم محاولين إثبات برائتهم أمام كاميرات الذكاء الاصطناعي المسيّرة التابعة للجيش الاسرائيلي لتقتلهم عبر الأسلحة الذكية على أية حال.
وحددت الدراسة ثلاثة شروط أساسية لاعتبار الصمود صموداً، وهي وجود رفاهية اختيار الصمود من بين خيارات عديدة لا يكلف أقلها ٤٠٠٠ دولار، وأن يُتَّخذ قرار الصمود هذا حين اندلاع حرب بين طرفين مع إمكانية عدم المشاركة فيها، وأن يكون الإنسان الصامد في هذه الحرب لديه القدرة على استخدام موارد معينة للبقاء صامداً، مع ضرورة حصوله على هذه الموارد دون سقوطها على خيمته على هيئة مساعدات قاتلة، وجميعها شروطٌ لم يعثر عليها فريق البحث في حالة المواطن الغزّي، ولكن الصدفة قادت الباحثين خلال العودة من الدراسة الميدانية عبر الأراضي الإسرائيلية بسبب إغلاق المنفذ المصري إلى العثور عليها في مختار شعب الله المختار بنيامين نتنياهو.
وجدت الدراسة أن الشروط الثلاثة اللازم توفرها في الصامد موجودة في بيبي وفوقها شرط آخر حبّة مسك، حيث اختار الصمود في موقعه كرئيس حكومة ينبذها معظم العالم رغم إمكانية عقد صفقة تسوية برعاية أميركية تضمن مغادرته دون تعرضه للملاحقة القانونية، كما صمدَ في حرب اختار خوضها ضد ليس جبهة ولا اثنتين ولا ثلاث فحسب، بل أربع جبهات إضافة إلى جبهة داخلية تعمل كطابور خامس، إلى جانب استخدامه الموارد العسكرية والبشرية والاقتصادية والدبلوماسية للبقاء صامداً ١١ شهراً رغم كل الضغوطات، وأخيراً تفوقه على الصمود بذاته باختياره الصمود بكامل إرادته ضد مغربات ضغط الزر الأحمر واستخدام السلاح النووي.
ولفتت الدراسة إلى أن معجم المعاني يوفّر أكثر من ٢٠ مرادفاً لكلمة "قتل" يمكن استخدام أيٍّ منها لوصف ما يحدث لسكّان قطاع غزة في حال رفض مُنتجو البودكاست استخدامها عند الحديث عنهم بدلاً من الإشارة لما يحدث بـ "الصمود". كما قدّمت الدراسة ملحقاً يتضمن توصيات للبودكاسترز الحاثّين على الصمود أكثر إلى حين تحرير الجنوب العالمي كلّه بفضل تضحيات سكان القطاع، تشمل أن يتفضلوا لخوض التجربة مكان الغزّيين على أمل النجاح بها وانتزاع حق الصمود بالقوة كما أخذه العدو الغاشم بالقوة.