ماذا تشمل الوصاية الهاشمية على الأقصى؟ أنت تسأل والوصاية الهاشمية تسأل أيضاً
مايكل أبو العاص - المجيب الآلي في الحدود
٢٧ أغسطس، ٢٠٢٤

لا ينفك المصطادون من إلقاء شباكهم في الماء العكر على شكل أسئلة بريئة نعرف تماماً من يقف وراءها، ومن هذه الأسئلة التي وردتنا مؤخراً من القارئ المصطاد الذي نتحفظ على ذكر اسمه لحمايته من الملاحقة القانونية بموجب قانون الجرائم الإلكترونية وجرائم أمن الدولة التي تشمل إطالة اللسان وتوجيه أسئلة بلا طعمة، السيد ع. ز. ورقمه الوطني ٩٠٩٠١٤٩٠ واسم أمه أماني وخاطبنا من الآي بي رقم: ٩٨-١٢٠-٩٨٨٩٤ المسجّل على سيرفر في مالطا لأنه يستخدم نورد في بي إن نسخة ٦.٣ المثبتة على جهازه الماك بوك برو الذي يحمل الرقم التسلسلي إن٨٤٢٤٦.
وللأمانة الصحفية فإن هذا السؤال، وإن كان المراد منه اتهام الأردن بالتقصير في حماية المقدسات الموصى عليها من انتهاكات اليمين الإسرائيلي ودعوات بن غفير لتحويل المسجد الأقصى لكنيس أو هيكل سليمان أو سليمان بحد ذاته، فإن تمسّكنا بصحافة الحلول يلزمنا بالإجابة على هذا السؤال الذي تصعب الإجابة عليه حتى من قبل القائمين على تنفيذ تلك الوصاية، مثل جلالته ووزير الأوقاف والمفتي والمحاسب ومدير الأمن وعمّال النظافة والدهان والمسؤولين عن تجديد السجاد، ولكننا سنحاول الإجابة عليه لإسكات هذه الأصوات التي تريد النّيل من اللحمة الوطنية الطازجة.
التاريخ يجيب:
عام ١٩٢٤ تبرّع الشريف حسين بن علي، بمبلغ ٢٤ ألف ليرة ذهبية لإعمار المقدّسات الإسلامية في الحرم القدسي، فيما يُسمّي بـ "الإعمار الهاشمي الأول"، ليُبايَع بعد ذلك وصياً على القدس في استفتاء لم يشارك به أحد ليخبرنا ما معنى وصاية.
لكنّ الملك حسين بن طلال بن عبد الله بن الشريف حسين الذي تبرع بمبلغ ٢٤ ألف ليرة ذهبية، جدَّد عام ١٩٥٨ قبة الصخرة وعمارة المسجد القِبْلي وركَّب قبّة خارجية من الألمنيوم باللون الذهبي الجميل، ورخام للجدران وجدّد طقم البلاط القيشاني، ليعطي للوصاية معنى واضح مرتبط بأعمال التصميم الداخلي والديكور.
الإسرائيليون حينها كانوا ما زالوا منهمكين بقياس أضرار الهزيمة الاستراتيجية التي تجرّعوها عام ١٩٦٧ فأحرقوا المسجد الأقصى انتقاماً عام ١٩٦٩، ليصدر الملك الحسين توجيهاته بإعمار هاشميّ ثالث استمر حتى عام ١٩٩٤ وكلّف حوالي ٣٠ مليون دولار، ليصبح مجموع النفقات ٢٤ ألف ليرة ذهبية و٣٠ مليون دولار يا من تسأل ما معنى الوصاية.
الاتفاقيات تجيب:
خلال اتفاقية وادي عربة، احتفظ الأردن بحقّه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس المحتلة، من خلال إجبار إسرائيل على احترام الـ ٢٤ ألف ليرة ذهبية والـ ٣٠ مليون دولار التي أنفقها الهاشميون على القدس، وإيلاء إسرائيل أولوية كبرى لدور المملكة التاريخي في هذه الأماكن عند انعقاد مفاوضات الحلّ النهائي إن شاء الله.
وكي يضمن الأردن تنفيذ هذه الاتفاقيات، اتفق الملك حسين عام ١٩٩٢ مع رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى على إنفاق ٨ ملايين دولار على إعادة ترميم وإعمار قبة الصخرة تضاف إلى الـ ٢٤ ألف ليرة ذهبية والـ ٣٠ مليون دولار التي أنفقها الهاشميون على ديكور القدس.
الدبلوماسية تجيب:
تعدّدت الأدوار التي توصّى فيها الهاشميين بالقدس، بدءاً من المعارك التي خاضها الجيش الأردني عام ١٩٤٨ لحماية المدينة ومنع سقوطها تحت الاحتلال على غرار بقية المدن التي سقطت ولم تنهض من يومها، مروراً بضمّها إلى الضفة الغربية للأردن عام ١٩٥٠ قبل الحرَد من أبو عمّار وفك الارتباط نكايةً به مع استثناء القدس كي لا تقع في الفراغ أو يتسلّل لها الاحتلال كما يتسلل اليوم ومنذ ذلك الحين، وصولاً إلى تأكيد الهاشميين على مسؤوليتهم تجاه المقدسات في القدس انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها في كل محفل دولي؛ كيف لا وهم من أنفقوا ٢٤ ألف ليرة ذهبية و٣٨ مليون دولار على ديكورات تثبت ارتباطهم بعقد شرعيّ مع تلك المقدسات وهنالك فواتير تثبت كل قرش.
الانتهاكات تجيب:
تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى محاولة يائسة مفلسة لاستفزاز السيادة الأردنية بانتهاك الوصاية الهاشمية التي تدير شؤون المسجد الأقصى والمقدّسات من خلال دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، أي أنها في طريق انتهاكها تثبت أنها تنتهك سيادة الأردن، بل وحتى وصايته، مما يعني وجود وصاية بالفعل، ولن نستدعي فنيي الديكور ومهندسي التصميم الداخلي للحديث عن الرواتب التي تلقوها خلالها.