تغطية إخبارية، رأي

حين يصبح عد العصي أصعب من تلقيها!

Loading...
صورة حين يصبح عد العصي أصعب من تلقيها!

قحطان كنعان الوَزَزِي

لطالما كرهت الرياضيات، بخلاف عشقي لمادة التاريخ الذي أتمناه خالداً سرمدياً تعاد فيه حرب تشرين التحريرية٬ والوحدة بين سوريا ومصر٬ وصواريخ أخو هدلة تلمع في السماء فوق رؤوس الأعادي. 

أكره الرياضيات … وأكره نفسي منذ اضطررت لإعادة زوجتي إلى بيت أهلها مع الأولاد خشية أن يروني أعاقر الكحول وآكل وآكل وأشرب وآكل لأتحمل حصتي من ألم الأخبار، ثم أتجرّع مرارة القهوة لأستعيد بعضاً من التركيز وأعد القنابل والمجازر والضحايا والقنابل في غزة. 

كيف يمكن للمرء أن يحب الرياضيات حين يصبح عد العصي أصعب من تلقيها!

يا أهل غزة، لا أزاود على ألمكم، ولكنكم نجوتم في حربكم هذه من شقاء مراقبتها ومتابعتها والتفكير بحلها.

ليتني معكم ألملم أشلائي بدل لملمة أشلاء نفسيتي وحطام روحي٬ أو البحث بلا جدوى عن ضماد لجروح المفاوضات والمقترح الأميركي الخبيث الذي قد يفرض عليّ قبوله لمجرد أني خلقت بعيداً عنكم، وحكومات العمالة على المعابر تحول بيني وبينكم.

يا أهل غزة، أنا صامد معكم، صامد مثلكم، مثل التين، والزيتون، والليمون .. 

كل ليمونة ستنجب طفلاً .. ومحال أن ينتهي الليمون … 

ومحال أن ينتهي وجع عدونا

كل ليمونة تولد ستلسَعُه حموضتها 

أنا صامدٌ مثلكم، كرمى لكم

صامدٌ .. بكدري .. وقلقي .. وتوتري وحتفي المحتوم … 

فداءً …

للقضية …

شعورك تجاه المقال؟