تغطية إخبارية، دراسة

وفاة ماركس وسيد قطب و٣ أسباب أخرى وراء فشل المعارضة في المنطقة

فتحي العترماني ومايكل أبو العاص - مفكّران دوليان في مركز الحدود للأبحاث ودراسة السياسات

Loading...
صورة وفاة ماركس وسيد قطب و٣ أسباب أخرى وراء فشل المعارضة في المنطقة

تستسهل الأنظمة الحاكمة اتهام المعارضة في مختلف دول المنطقة بالفشل والابتعاد عن الشارع والسخافة وقلة الحياء والجمود الفكري والسعي وراء السلطة والمناصب والتشرذم والانبطاح للمموّلين، ولكن قبل رمي الاتهامات يجب أن نفهم الأسباب الكامنة وراء عدم تقديم أي برامج لما بعد إسقاط النظام أو خطط لتحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية في ثورات سوريا وتونس ومصر وليبيا والسودان واليمن والأردن والبحرين، والتي أدت لوصول المعارضة إلى هذه الحالة من الفشل والابتعاد عن الشارع والسخافة وقلة الحياء والجمود الفكري والسعي وراء السلطة والمناصب والتشرذم والانبطاح للمموّلين وغياب التخطيط لعنكم الله فرداً فرداً.

رحيل المفكّرين:

شكّلت وفاة كارل ماركس وسيد قطب وابن تيمية وعبد الناصر في سن مبكرة ضربةً في المهد للتيارات الفكرية العربية المعاصرة التي برعت في أعمال النسخ واللصق، حيث رحلت هذه القامات الفكرية قبل مواكبة متغيرات المنطقة السياسية والاجتماعية لصياغة وصفة مناسبة يمكننا نسخها، فحاولنا إعادة التأقلم مع المشكلة من خلال السعي لإعادة بلداننا إلى النصف الأول من القرن العشرين لخلق بيئة مناسبة لتطبيق مناهجهم بحذافيرها، خصوصاً في ظل عدم قدرتنا على إنتاج أي فكرة حديثة من بعدهم نتيجة عيشنا في مخلّفات الاستعمار وتحت وطأة الأنظمة المستبدة التي زرعها الاستعمار بما لا يتيح لنا التفكير كما في المستعمرات الأخرى.

الطبع الحاد:

تتميز شعوب المنطقة بالعصبية المفرطة والدم الحامي والبال القصير، فالمدة الوسطية المسموح بها للنقاش الفكري يجب ألّا تتجاوز ثلاث دقائق قبل تحوله إلى نقاش الأعضاء التناسلية لإناث أسرة الآخر، وهي مدة فشل المفكرون حتى الآن بوضع برنامج سياسي في إطارها. وبما أن السلطة من الشعب وإليه، وكيفما تكونوا يُولّى عليكم، فتتمتَّع الأنظمة بذات الطبع، فتُبادر إلى سجن المعارض أو تقطيعه قبل أن يرتب سلسلة أفكاره لتقديم ما يستحق أن يُسجن ويُفرم لأجله.

وجود الشارع حتى اليوم:

للأسف، التحول الرقمي طاول جوانب الحياة كافة، لكنه لم يصل إلى الحيز العام، فالاستمرار بعقد الجلسات الحزبية المغلقة التي تُوجَّه فيها التحيات للموتى وتنتهي ببيانات تتحدّى معجم مختار الصحاح، أو الانغماس بكتابة البروبوزلات لإقامة ندوات رقمية حول النزع الممنهج للأحزمة الخضراء حول المدن كفعل استبدادي وكتابة المقالات التي تشتم دول الخليج على المواقع الإلكترونية، لا تستطيع التسرب إلى الشارع ومخاطبة أبو ممدوح الذي سئم من الارتفاع التدريجي للضرائب على محل البقالة خاصته.

وصولنا إلى عام ٢٠٢٤:

للأسف أيضاً، لم تعد هناك حرب باردة ولا حركة عدم انحياز ولا حزب شيوعي سوفييتي نستقطب دعمه ولا مشروع لتوحيد الأمة الإسلامية من جاكرتا إلى الدار البيضاء، بل صارت هناك ديمقراطية اجتماعية في بعض دول الغرب المُستعمِر، وملكية دستورية في بعض دول الشرق المُستعمَر، ونجحت أحزاب يسارية في العالم الأول بمواجهة ثقافة العيب والتخلي عن اللون الأحمر، ووضع برامج سياسية تولي أهمية لهموم الحاضر بدلاً من ضرورة وجود قواعد للردع في كوبا، وهي أنماط غربية لا تشبهنا ولا يمكننا تطبيقها في مجتمعاتنا المحافظة على وجودها في ستينيات القرن الماضي.

شعورك تجاه المقال؟