لماذا لا تقف إيران أمام الشعب الفلسطيني بدلاً من الوقوف مكتوفة بجانبه؟
مايكل أبو العاص - مراسل الحدود لشؤون الثبات الاستراتيجي
٠١ أغسطس، ٢٠٢٤

بعد كل قصف، وكل مجزرة، وكل اقتحام للضفة، وكل اقتحام للأقصى، وكل اغتيال، تؤكد إيران للشعب الفلسطيني وقوفها بجانبه وخلفه؛ فكيف يحدث كل هذا رغم وقوفها؟ أين هيبتها؟ أين قوة ردعها؟ أما من احترام لشيبة خامنئي؟ ما احتمال أن تكون المشكلة في وقوفها جانباً؟ لم لا تقف أمامه وتظلّه بظلّها وإمكانياتها الجوفضائية وفيلق قدسها؟ يتساءل المتسائلون.
وطبعاً يجيب المجيبون بأن الوقوف أمام الشعب الفلسطيني يحجب رؤيته لمجريات الأحداث، فيسلبه استقلالية قراره بالمقاومة ويعيق استخدامه الآر بي جي والقنّاص؛ في المقابل، يعطي الوقوف بجانبه إحساساً بالطمأنينة وكتفاً حنوناً يتكئ عليه حين يشعر بالحزن والخذلان.
لمزيد من الإجابات، وجهنا السؤال لآدمن صفحة "كلنا يا لثارات الحسين" الناشط مهدي صيّاح الأُسود، الذي أوضح أن الضغط وزيادة طلب حركات المقاومة على الحرس الثوري لا يسمح لإيران بالوقوف أمامهم جميعاً "أنا كإيران إن شاء الله أموت لترتاحوا، أقف أمام من أو من أو من؟ لبنان أم سوريا أم اليمن أم فلسطين أم العراق، هل أنا شغّالة أبيكم في هذه المنطقة؟ والله والله لألملمن أسلحتي ومسيراتي وحرسي الثوري وأعود إلى بيتي أشرف من هذه العيشة".
ويلفت مهدي إلى أن إيران دولة. ولا يجوز أن تضع نفسها في الصفوف الأمامية "ستكون عرضة لما تواجهه الشعوب وفصائل المقاومة التي يعد بقاؤها موجودة انتصاراً كبيراً هائلاً إلهياً، بينما في مقاييس الدول فذلك هزيمة وبهدلة وقلَّة قيمة".
القيادي السابق في كتائب أبو الفضل العباس، الحاج عباس أبو الفضل، قال إنه يعرف إيران جيّداً، وهي دولة متواضعة لا تحب الظهور وتصدّر الصورة، وتفضّل احتلال موقع بسيط، زاوية الصورة مثلاً أو أراض وجزر وسيادة لا أكثر.
يضيف الحاج عباس "يعرف عن إيران ثباتها على مواقفها، وعندما تقول إنها تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني فهي تقف إلى جانبه ولن تتزحزح قيد أنملة. لا يعقل مطالبتها كل حين بتغيير تموضعها إلى أمام هذا وخلف ذاك وبعيداً قليلاً هناك، فتحريك الطوبة من مكانها سيتسبب بانهيار البنيان المرصوص".