تغطية إخبارية، دليل الحدود

دليل الحدود للتبيّن من نبأ الفاسق إن جاءكم به

فتحي العترماني - خبير في شؤون محو الأمية الإعلامية

Loading...
صورة دليل الحدود للتبيّن من نبأ الفاسق إن جاءكم به

يا أيها الذين آمنوا بالجزيرة والميادين وميدل إيست آي إن جاءكم هاغاري بنبأ من خلالهم فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بإبادة.

الأعزاء محرري وسائل الإعلام المذكورة وغيرها من الوسائل الحرة النزيهة التي لا تخضع لسلطات الممولين أو الرجل الأبيض، نعلم ونقدّر مدى انهماككم بالتحضير للجلسة التاسعة والأربعين بعد المئة حول انحياز الإعلام الغربي وازدواجية معاييره وانعكاس الفكر الاستشراقي على تغطية وسائل الإعلام الغربية لحرب غزة ومونديال قطر.

الأعزاء متابعو وقرّاء تلك الوسائل، نقدّر أيضاً حاجتكم البيولوجية للأدرينالين الناتج عن استهلاك ومشاركة التصريحات الصادرة عن متحدثي الجيش الإسرائيلي حول وعورة رمال غزة وصعوبة المعركة وامتداد أمدها لموازنة كميات الكورتيزول الناتجة عن صور الدمار والأشلاء؛ ولهذا وذاك، قررت وحدة تدقيق المعلومات في شبكة الحدود هدم اللذات ومراجعة مجموعة من التصريحات الصادرة عن الجيش الكاذب دوماً والمخادع لشعبه والذي لا يعلن عن أرقام ضحاياه ويحاول دائماً رسم صورة زائفة للواقع كما علّمتنا تلك الوسائل.

"غزة واحدة من أصعب ساحات القتال في العالم"

من حقك التصفيق والصفير وإشهار الانتصار بانتزاع الاعتراف من فم الأعداء، لكن ماذا لو كان قصد الفاسق من هذا التصريح، المُذَل المُهَان المُنكسر بطبعه، أن يقول للعالم وللرأي العام في الدول الحليفة له إنه يحتاج المزيد من الأسلحة لأن ٨٠ ألف طن من المتفجرات المُلقاة منذ بداية الحرب لم تكف للتغلب على الأڤينجرز الصناديد في غزة؟.

"تفكيك حماس في رفح سيستغرق عامين" 

ما زلت تصفّق؟ لا حول ولا قوة إلا بالله، طيب، ما يقصده الفاسق هو أن صبر الساعة سيمتدّ قليلاً إلى صبر الثلاث سنوات، وأن ثمن النصر سيرتفع من ٥٠ ألف إلى ١٥٠ ألف ضحية أثناء غرق جيش الاحتلال لسنتين إضافيتين في رمال رفح، بعد أن أمضى قرابة السنة وهو عالق في رمال غزة وأنت عالق في تحليلات الدويري.

"لم نحقق أهدافنا العسكرية في غزة بعد"

لم ينجح جيش الاحتلال حتى الآن في تدمير أي قواعد جوية أو حاملة طائرات أو حتى السيطرة على القصر الجمهوري في غزة، فاستحضر أهدافاً قديمة يعود عهدها إلى أيام بن غوريون بتدمير المدن الفلسطينية وقتل وتهجير أكبر عدد ممكن من سكانها، وهذا لا يعني أنه يسعد الله، بل أن كل ما فات هاغاري والقادم هاغاري أسوأ وأن ما أفلت من الهاجاناه عام ١٩٤٨ سيستكمل خلال لعنة العقد الثامن إذا بقيت تصفّق.

"نواجه مقاومة شرسة وتغييراً في أساليب القتال"

يقصد هاغاري أن الجنود الإسرائيليين لا يُسمح لهم بقضاء أكثر من ساعتين يومياً على أونلي فانز في الأحياء والبيوت المدمرة المتمركزين فيها، واضطرارهم لسحب أسراهم المحررين من سوق النصيرات بالسيارة لمسافة ١٠ كيلومترات بالسيارة بدل التبختر على شاطئ غزة معناه أن إسرائيل خلال ٨ أشهر واجهت مقاومة ناعمة فتخيل يرعاك الله إذا قررت الآن استخدام قوة أكبر في الوقت الذي وصلت فيه مقاومتنا لأقصى حدودها؟.

شعورك تجاه المقال؟