دراسات الحدود: من خرج من داره قلّ مقداره إلا السوري سيتبهدل بالحالتين
مايكل أبو العاص - باحث مشارك في إعداد الدراسة - وفتحي العترماني - معدّ الدراسة المشارك الذي تحدث عنه الزميل مايكل
٠٤ يوليو، ٢٠٢٤
خلصت دراسة أجراها مركز الحدود لأبحاث قلة القيمة (حاقق) إلى أنه وعلى عكس ما كان يعتقد أنصار الثورة والنظام على حدّ سواء، فإن الشعب السوري ينذلّ ونصف؛ ومع أن الدراسة بينت أن الخروج من الدار يقلل المقدار في غالب الحالات، مثل أوليكساندر، الشاب الأوكراني الذي ترك مصنعه ولجأ إلى ألمانيا باحثاً عن عمل، والزميل أنور الذي هرب من البصرة بعد شربه كأس عرق في الـ ٨٦ ولجأ إلى الضاحية الجنوبية في بيروت، إلا أن نتائج العيّنة العشوائية من السوريين الذين شملتهم الدراسة أظهرت ثباتاً في قلة المقدار على اختلاف توزعها جغرافياً بين سوريا الأسد وسوريا المحررة ودول اللجوء المحور-مقاوميّة والبترودولارية والإمبريالية:
أولاً - سوري قليل مقدار في دول اللجوء
وهو الهارب من القصف والدمار من إلى لبنان للاختباء عند عمته بضعة أشهر متفادياً نظرات زوجها والبقال والفرّان طوال الوقت، قبل الهروب إلى تركيا مع الكوبرا على دراجة نارية مربوطاً إليها كي لا يسقط في واد سحيق، وهناك اختبأ عند صديقه من الذئاب الرمادية بانتظار إصدار الكمليك الذي لم يعطَ له، فهرب مشياً على الأقدام بضع سنوات ليصل إلى ألمانيا والاستقرار عن خالته ست أشهر إلى حين كسر البصمة التي أخذت منه في اليونان، متفادياً نظرات زوجها والبقال والفران وفريدريتش وشتيفاني طوال الوقت.
ثانياً - سوري قليل مقدار في المناطق المحررة
وهو الهارب من القصف والدمار في داريّا ليختبئ عند خاله في جرمانا، أو ما يوصف في الأوساط العلمية بالهارب من تحت الدلف إلى تحت المزراب، قبل أن تضع الميلشيات الإيرانية المزراب في ظهره وتدفعه لركوب الحافلة الخضراء باتجاه إدلب، إدلب يا الله! وهناك أقام في خلافة أبو محمد الجولاني محاولاً طوال الوقت تسوية أموره للعودة إلى داريّا وقلة المقدار المعتاد عليها.
ثالثاً - سوري قليل مقدار في سوريا الأسد
وهو السوري الذي لم يهرب من القصف والدمار كونه كان في ضيافة أبو حيدر جوية عام ٢٠١٥ أثناء موجة الانتخاب الطبيعي، وعند خروجه اتّعظ من القصص التي سمعها عن الحالات السابقة فقرّر البقاء في داره محافظاً على مقداره كما هو دون زيادة، لكن مع بعض النقصان عند طابور البنزين وطابور الخبز وطابور دفع فاتورة الكهرباء المقطوعة وطابور الحصول على مرتبّه قبل انقطاع الشبكة عن الصراف الآلي مثله مثل جميع المواطنين، أفضل من الهجرة والتعرض لمعاملة مواطن درجة ثالثة في الغربة.