أثر الفراشة: هكذا أدت ثلاث تغريدات قديمة لمثقف مشتبك بالإنترنت إلى اندلاع طوفان الأقصى
فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون التغريد الاستراتيجي
٢٧ يونيو، ٢٠٢٤
يظن كثيرون أن ٧ أكتوبر بدأ في ٧ أكتوبر، لكنه في الواقع بدأ قبل ١٣ عاماً من داخل كوفي هاوس "بوكس لاند" في عمّان عندما رفرفت فراشة المثقف المشتبك بالإنترنت الأستاذ فريد الطالع، وأنشأ حساباً على تويتر تسبب بطوفانٍ في غلاف غزة.
وفي مقابلة مع بودكاست "جنود مجهولون"، يأخذنا الأستاذ فريد في رحلة بأثر رجعي تبيّن سلسلة التغيرات الجيوسياسية التي أطلقت شرارتها ثلاث تغريدات نشرها فرسمت مستقبل المنطقة.
رمي بذور العملية
يقول المثقف الطالع إنه لم يستطع الوقوف مكتوف الأيدي وهو يشاهد قوى الاستيطان تحاول طرد أهالي حي الشيخ جراح في القدس عام ٢٠٢١، كما لم يكتفِ بممارسة دوره الرقمي في نشر الهاشتاغ على تويتر وتقييم تطبيق فيسبوك بنجمة واحدة، فنشر كلمات أغنية سيد مكاوي "ازرع كل الأرض مقاومة … إن كان ظلمة تمد النور … وإن كان سجن تهدّ السور"؛ الرسالة التي التقطتها قوات النخبة في كتائب القسام لتدرك أن الصواريخ لن تكفي دون التخطيط لاقتحامٍ على الأرض واختراق "السور" المحيط بغزة.
تحديد وقت العملية
يشير الأستاذ فريد إلى أن كثيرون يقعوا بخطأ الاعتقاد بأن خطاب زميله تميم البرغوثي "تحريرها كلها ممكن" هو الذي حفز العملية، لكن رغم إنذار الخطاب بقُرب العملية، إلا أنه فشل في تحديد موعدها وشروطها، بخلاف تغريدته التي كتب فيها "كون البادئ كون البادئ … كل فروع الحق بنادق" التي جعلت شباب المقاومة يدركون أنهم لن ينتظروا عدواناً إسرائيلياً ليبدأوا معركتهم هذه المرة، بل سيأخذوها إلى عقر دار العدو.
إعلان ساعة الصفر
يروي الأستاذ فريد كيف أنه في مساء السادس من أكتوبر ٢٠٢٣، وتخليداً لذكرى انتصارات ١٩٧٣، نشر تغريدة فيها صورة من صفحة في كتاب سعد الدين الشاذلي وثق فيها تفاصيل عبور الجيش المصري قناة السويس واجتياح خط بارليف، وإفقاد العدو توازنه في أقل من ست ساعات، وأرفقها بعبارة "هل يعود زمانٌ طاب ماضيه"، ليستيقظ متبسّماً ووجهه يعلوه الرضا والفخر في التالي عند مشاهدة الأخبار، فيعيد مشاركة التغريدة ويكتب "وقد عاد… سلمت أناملكم على سرعة الاستجابة".