لايف ستايل، خبر

فنجان قهوة يستسلم قبل متر واحد من وصوله إلى الزبون

سهيل الأنّان - مراسل الحدود لشؤون القهوة المرّة

Loading...
صورة فنجان قهوة يستسلم قبل متر واحد من وصوله إلى الزبون

سحب النادل منير أبو جناب فنجان قهوة صغير من أذنه دون أي اعتبار لزجاجه الأملس الناعم٬ ووضعه على البار بين عشرات الصحون المتسخة والصواني المليئة ببقايا الكيك والحلويات وكؤوس العصير وقصباتها المستعملة٬ وبدأ سكب القهوة الساخنة بداخله دون أي رحمة للمرة الرابعة خلال اليوم.

فنجان القهوة المسكين حاول تجاهل ضغط وقسوة البارمان والعمال وليف الجلي الخشنة ونسيان ما تعرض له من حروق وخدوش ومسح برقع ممزقة منذ أول يوم وصل فيه إلى المطعم٬ متذكراً أن برقبته فناجين أصغر قد يتعرضون إلى عذاب أشد في حال فقد تماسكه وقرر الاستسلام٬ لكن مع دنوه من هدفه ورؤيته زبوناً يرتدي قميصاً مكوياً ناصع البياض بدأ بالارتجاف والاصطكاك والانسكاب والزرزبة في الصحن والصينية٬ معلناً استسلامه قبل متر واحد من وصوله وإنهاء مسيرته القاسية كفنجان أبيض بسيط والتحول إلى شظايا زجاجية حادة براقة تملأ المقهى.

شريط ذكريات الفنجان مر أمامه بسرعة متذكراً أول زبون أمسكه بلطف وكيف طار حب هاله ورغوته على بنطاله من شدة الفرح٬ وتذكر كم مرة غضب لإطفاء آخر سيجارة فيه قبل مغادرة الزبون٬ وكم تمنى أن يبقى بلا غسيل بعد أن شربت منه ليلى ذات الحمرة الحمراء رشفة واحدة ثم استبدلته بفنجان ماكياتو بارد.

شعورك تجاه المقال؟