تغطية إخبارية، تقرير

ورقة تقدير موقف: حل الدولتين يبعص إسرائيل كما تبعص إسرائيل حل الدولتين، قراءة في البعبصة المتبادلة

مايكل أبو العاص - باحث في شؤون أي موضوع أكلّف به

Loading...
صورة ورقة تقدير موقف: حل الدولتين يبعص إسرائيل كما تبعص إسرائيل حل الدولتين، قراءة في البعبصة المتبادلة

أعلنت إسبانيا وإيرلندا والنرويج اعترافها بدولة فلسطين، وبما أنها تعترف بدولة إسرائيل مسبقاً فهذا يعني أنها تعترف الآن بدولتين، وهو صلب حلّ الدولتين الذي يعني احتفاظ الإسرائيليين بالأراضي التي سلبطوها من الفلسطينيين وتصفية ملف اللاجئين؛ لكن بدل أن يطير عقل إسرائيل بهذا الحل فإنها تكره سيرته وتسعى لنقعه وشرب مياهه وبصقها في وجه من يدعون له؛ فما هو سبب العداء بين حل الدولتين وإسرائيل؟ هذا ما سأحاول الإجابة عنه قبل أن تعرف إسرائيل بأنني أتحدث عن الموضوع وتحل رقبتي.

مؤامرة على شعب الله المختار

يتفق الشارع الإسرائيلي بكافة أطيافه اليمينية المتطرفة واليمينية المعتدلة واليمينية اليسارية على أن حلّ الدولتين  يخالف الوعد الإلهي من جهة، ووعد الغرب بتعويضهم عن عقود من القمع والعنصرية والقتل والخنق والحرق والتهجير بحقهم، ويهدف بوقاحة لحرمان شعب الله المختار من حقه بإزالة الشعب الفلسطيني وفوقه خمسة ستة شعوب مجاورة والجلوس مكانها، تعويضاً عن الشتات والتيه في صحراء القلوب الأوروبية القاسية وغيتوهاتها.

محاولة اغتيال

تتشابك خيوط مؤامرة حلّ الدولتين لتقيد بيبي من كل الجهات، فالمعارضة تطارده بتهم سياسية وفساد، والهيئات الدوليّة تصدر مذكرات توقيف بحقه لارتكاب جرائم حرب، وأميركا والمملكة المتحدة ودول أخرى تفرض عقوبات على مستوطنيه، لتأتي فوق ذلك ١٤٣ دولة وتصوت على الاعتراف بدولة فلسطينية ومنحها عضوية كاملة في الأمم المتحدة؛ مستغلين رفض نتنياهو كل هذه الضغوط لتحريض الكائن الإسرائيلي -الذي سبق واغتال رئيس حكومة من قبل لتورطه في حل الدولتين- عليه وللتساؤل: هل ستفضح  سياسات بيبي عرضنا ونصبح منبوذين وحان وقت التخلص منه؟ 

مؤامرة لن تمرّ

في المقابل، نجحت إسرائيل مراراً ببعص حل الدولتين انطلاقاً من معايير القانون الدولي لاعتبار الدولة دولة؛ وهي وجود مواطنين وحكومة ممثلة وحدود واضحة متفق عليها والقدرة على إقامة علاقات واتفاقيات مع الدول الأخرى، وهي جميعها معايير تنطبق على إسرائيل طبعاً لكنها غير متوفرة في فلسطين حيث المواطنين فيها ليسوا إلا سكاناً عرب مؤقتين أو مهجّرين أو موزعين بين قتيل وأسير، والحكومة بشقّيها فاقدة للشرعية لأن إسرائيل تعرقل إجراء انتخابات وتساهم في تكريس وجود حكومتين، أما الحدود فمختلف عليها لعدم وجود دستور في إسرائيل يعرّف ما هو رب حدودها، ولا يمكن عقد اتفاقيات وإقامة علاقات وتبادلات مع هذه الدولة المعترف بها لأن المعابر والجو والبر والبحر تحت حذاء إسرائيل؛ وأخيراً، لا يمكن للعالم المتحضّر أن ينساق وراء استثناءات على غرار اعتراف سوريا بأوسيتيا الجنوبية وحشو دولة فلسطينية في مؤخـ .. أنوف الإسرائيليين دون موافقتهم.

مؤامرة على المؤامرة

سعت إسرائيل لحلّ حل الدولتين بمحلول سياسي لا طعم له ولا لون ولا رائحة ولا يسمن ولا يغني، فجاء ترامب باتفاقيات أبراهام وحل دولتين بحلّة جديدة يشمل دولة إسرائيل وبداخلها شيء منزوع السلاح والاقتصاد والحكومة والأرض والسيادة والحدود، وهو مقترح لاقى تأييداً غربيا وعربيا لولا أن حلّ الدولتين الأصلي تآمر على ترامب ومنعه من الفوز بولاية ثانية وعرقل الاتفاق؛ فهل يعود ترامب ويحلّ حلّ الدولتين أم يبقى بايدن ويحلّ الدولتين؟ ربما لا هذا ولا ذاك، والحلّ عند محمد بن سلمان ومبادرته العربية الرامية لتحويل اللاءات الثلاث إلى نعم ونعمين ونعمات. 

شعورك تجاه المقال؟