تغطية إخبارية، تقرير

ما هي دولة فلسطين هذه المبسوط باعتراف دول أوروبية بها؟

مايكل أبو العاص - خبير الحدود في التنكيد على المُحتَفين بالمواقف الأوروبية المشرّفة

Loading...
صورة ما هي دولة فلسطين هذه المبسوط باعتراف دول أوروبية بها؟

رحّبت دولٌ عربيّة قيادةً وشعباً وسوشال-ميدياً باعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية، وبالطبع رحّبت حضرتك بذلك وبدأت بتعلّم الاسبانية أو التفكير بالهجرة للنرويج أو دراسة الأدب المقارن في دبلن، لكن اسمح لي أن أنكّد عليك قليلاً وأسألك: على ماذا مبسوط؟

فإذا عرّفنا الدولة بناءً على المواثيق الدولية وفحصنا دولتك هذه المبسوط عليها سنكتشف أنها بسم الله ما شاء الله خالية من أي علامات حيوية تدل على وجود دولة، وأن ولا دولة مُعترِفة وضّحت كيف ستصبح الدولة التي اعترفت فيها دولة؛ وكما أقول عادة لزملائي الباحثين: الحقيقة قاسية لكنها أفضل من الهبَل.

فلسطين يا عزيزي الـ على باب الله الذي تسعده أي كلمة أوروبية حلوة، سكانها لا يتمتّعون بصفة مواطنين دائمين والذي نجا من التهجير أو القتل مهدد بالتهجير أو القتل بأي لحظة، أو أنه هاجر أو أُسر أو قُتل؛ وحدودها مختلف عليها إذا كانت ٤٨ أو ٦٧ أو ٩١ أو دولتي الضفة وغزة أو حدود صفقة القرن أو ٧ أكتوبر، فهل لك أن تخبرني الآن الآن وليس غداً بأي دولة وشعب اعترف المعترفون.

تعالَ لم أنهِ بعد، فهذه الدولة التي يضحكون فيها علينا بدل الحكومة الواحدة لديها حكومتين غير شرعيتين لا تملك أي منهما قراراً سيادياً واحداً، ولم يتفقا منذ سبعة عشر عاماً على عقد انتخابات أو مصالحة أو التخفيف من معاناة النّاس جرّاء وجودهم في حياتهم، هؤلاء الناس الذين يتعرضون للعن عيشة عيشتهم إذا تقدموا بطلب تأشيرة سياحية -حتى للدول التي تعترف بها- قبل رفضها على كل حال؛ لكن المهم حضرتك مبسوط ومنشوراتك عن اللاروخا تحظى بإعجاب المشجعين قبل بطولة اليورو.

سيقول قائل ويتشاطر شاطر إنه لا يتابع اليورو، وأن اعتراف هذه الدول سيحشر إسرائيل وأميركا في خانة اليكّ ويجبرهما على الاعتراف بدولة ذات سيادة؛ لا يا شاطر، خانة اليكّ هذه أنا وأنت نحشر فيها ومعنا  ١٣٧ دولة اعترفت بفلسطين على حدود سبعة وستون زفت على مدار أربعين عاماً، ولم تمنع الجيبّات الإسرائيلية من الصّرمحة في رام الله واقتحام نابلس ومداهمة جنين، ولم ينتج طوال هذه المدة من الاعتراف بالسماح بحدود ذات سيادة أو مطار أو ميناء أو حقل غاز أو شباك لصيد السمك أو طباعة عملة منقوش عليها صورة أبو مازن.

شعورك تجاه المقال؟