طيب من بعد إذنكم ما هي خطتنا لليوم التالي للحرب؟ مواطن غزّي حسبنا الله فيه يتجرأ على السؤال والحدود تُبهته
فتحي العترماني - كونترول قطار التحرير
٢٩ مايو، ٢٠٢٤
لم يكتفِ العملاء بتخبّط الاحتلال التائه بين محور نتساريم والرصيف البحري والمنطقة العازلة ومعبر رفح ونقاط التفتيش بحثاً عن أي دورٍ له -ولو ثانوي- في غزة في اليوم التالي للحرب الذي ستنتهي بدحره وهو صاغر، ولم ينجح التكرار الذي يعلّم الحمار -حاشاكم الله- في تعليمهم لسبع عشرة سنة أن ما النصرُ إلا صبر ساعة. فها هُو الإمّعة نضال أبو سنجق يعرقل مسيرة التحرير من خيمته بتساؤلاته الفظّة ويسأل عن خطتنا نحن لليوم التالي للحرب بدلاً من السؤال بأريحية مطلقة عن أبو مازن والعرب والمسلمين. ليُجبرني بإشاحة عيوني عن رفح والإجابة عن هذا السؤال القميء بأسئلة تفحمه وتُظهر مدى وقوفه على الجانب الخاطئ من التاريخ.
أولاً: لماذا تكرر السردية الصهيونية؟
كأننا لا نرى مجاهداً يذكر هذا المصطلح؟ نعم، فاليوم التالي هو مصطلح صاغته استراتيجيات الهندسة الاجتماعية التي رسمها بايدن وبلينكن ونتنياهو وغانتس لإيهامك بأن هذه الحرب طويلة الأمد التي أعددنا لها العدة ستنتهي، بل وسيكون هناك يوماً تالياً لها، بل وستكون حيَّاً فيه لتُبدي اهتماماً به! ولا يسعني هنا سوى التساؤل: هل أنت مغفل لهذه الدرجة وانجررت وراء ألاعيبهم، أم أنك نفسك ألاعيبهم التي زرعوها بيننا؟
ثانياً: من يقف وراءك؟
حسناً، اعترف بسرعة، هل أرسلك ماجد فرج؟ أم أنك من غلمان محمد دحلان؟ محمد بن زايد أم بن راشد وليّ نعمتك؟ أجبنا بحق، فإن كنت تضع عينيك على ملف المساعدة الإنسانية العاجلة أو إعادة الإعمار انتصاراً لأهلنا في غزة فابحث عمّن يرتب لك اجتماعاً مع إبراهيم العرجاني وممثلي شركات الشيخ جاسم لإجابات وافية عن سؤالك. أما إن كُنت تسأل من باب العمالة لا غير فأنصحك بالخروج فوراً قبل خروجي عن الآداب العامة.
ثالثاً: لماذا تسأل الآن؟
ماذا تفعل هنا حتى الآن؟ لا يمكننا الوثوق بطرحك السؤال في هذا الوقت دون معرفة أجنداتك. أليس لديك ما يكفي لتضحي به في أم المعارك اليوم؟ من غير المعقول النظر ببراءة لإنسان في أرض الرباط وتحرير العالم من براثن الاستكبار يفكر باليوم التالي وسط كل ما يحدث له في اليوم الحالي. لماذا لم تسأل مثلاً عن اليوم التالي بعد انتفاضة الحجارة؟ لماذا لا تسأل الآن عن اليوم بعد التالي؟.