العوز والحاجة تدفع ١٢ ألف مواطن سوري للترشح إلى مجلس الشعب

ما أن خرجت من منزلي هذا الصباح حتى سقطت أرضاً بعد اصطدامي بمجموعة شباب يركضون بسرعة وفي أيديهم حزمة أوراق. رفعت رأسي فرأيت آلاف المواطنين غيرهم يتراكضون وسياراتٍ تمشي بمختلف الاتجاهات٬ فظننت أن رسائل الخبز والوقود وصلت دفعة واحدة للجميع، لأتفاجأ بيد جارنا أبو عبدو تسحبني إلى ظهر إحدى الشاحنات٬ مبشراً إياي أن أيام العوز والحاجة والتعتير وانتظار تلك الرسائل ستولي بمجرد وصولنا إلى مركز تقديم طلبات الترشح لمجلس الشعب السوري.

أبو عبدو قال إن أهالي الحارة وأصدقاءه وأخوته ينتظروننا أمام مبنى لجنة الانتخابات للتنافس مع ١٢ ألف مرشح آخر على ٢٥٠ مقعدا قد يتسنى لأحدهم فرصة الجلوس على واحد منها٬ والحصول على بضعة ليترات من المازوت أو جرة غاز منزلي أو نقل جارتنا الأنسة أم محمد من مدرستها في الريف إلى مدرسة الحارة.

وأكد أبو عبدو أنه في حال قبول طلب ترشحه فلن يجري أي حملة انتخابية لضمان فوزه نظراً لندرة الناخبين هذا العام في ظل وفرة المرشحين "يكفي أن تمنحني أم عبدو ثقتها وتدلي بصوتها هي وفلذتي كبدي عبدو وأخيه حمودة الذين سأغضب عليهم إلى يوم الدين إن منحوا أصواتهم لخالهم أبو سعيد بدلاً مني".