كيف تتحقق توقعات ليلى عبد اللطيف؟ أنت تسأل وبصّارة الحدود تجيب

حاولت البقاء بعيدةً عن الدخول في سجالات تتعلق بتوقعات بعض الزملاء في هذه المهنة٬ أمثال نوستراداموس ومايك فغالي وليلى عبد اللطيف وآخرين، إلى أن أصبحت هذه الصنعة عمل من ليس لديه عمل وامتلأت بالدجالين والمخبرين والماسونيين، لذلك قررت وضع حدٍ لدجلهم والكشف لكم عن طرق نجاح توقعات واحدة من هذه النماذج، وهي الزميلة ليلى عبد اللطيف، كي لا يقارنها أحد بي بعد الآن لأنني عالمة فلك وأبراج قد الدنيا تعبت على نفسها.

التعميم الخاص 

تعتقد ليلى أنك متابع أعمى قلب وبصيرة، وهي محقة بصراحة، ولن تنتبه أنها هبدَت ٣٠ هبدة عامة بما يكفي لتتناسب مع وقوع أي حدث في أي مكان، مثل أن تقول: أرى دخاناً يتصاعد من طائرة؛ وهو توقع يناسب أي طائرة من عشرات الطائرات التي تتعرض لحوادث سنوياً منها خمسة حوادث مميتة على الأقل، في أي وقت من السنة التي تتألف من ٣٦٥ يوماً، في أي مكان من عالم فيه ١٩٣ دولة وسبعة بحار ومئة ألف سلسلة جبلية وسطح منزلك الذي قد تسقط عليه طائرة ورقيّة ويشعلها حمودة الصغير خفيف الظلّ.

التخصيص العام

على عكس النظرية الأولى، تعتقد ليلى أنك أعمى بصر وقليبة*، ولن تنتبه أن توقعها لحدوث زلزال على وجه الخصوص في منطقة محددة خلال بضعة أشهر أو سنوات أو عقود، ناجم عن قراءتها لمعلومات عامة مذكورة في كتاب العلوم للصف السابع الذي لم تعرف منه إلى الفصل المتعلق بأعضاء الجسم، تقول إن الأرض تهتز بشكل مستمر في مناطق متعددة وفق تاريخ طبوغرافي يمكن لأي شخص الاطلاع عليه وأن يكون ليلى وعبد اللطيف وفغالي.

قليبة*: من قلّبها، تقليباً، فهي قليبة، أي قابلية تقليب معلومة علمية في الرأس وفهم أي شيء منها

هبَلك

نعم، هبلك هو السبب الأكثر تأثيرًا، فتوقعات المنجمين الجونيورز أمثال ليلى عادة ما تكون مبنية على عبارات غامضة لا تفهمها ويسيل لعابك عند سماعها حيث يمكنك تفسيرها بالطريقة التي تعجبك؛ فمثلاً، إذا توقعت ليلى وفاة زعيم كبير خلال الأعوام الثلاثة القادمة، وبما أنك تحب سماع هكذا خبر يثلج الصدر وتتمنى حدوثه، وبما أنها لم تحدد هويته وجعلتك في حالة ترقب، وبما أن نصف زعماء المنطقة في حالة موت سريري أصلاً، وبما أن الفترة الزمنية كبيرة نسبياً ليموت أحدهم ويخلّصنا، فإن وفاة أي زعيم حتى لو كان زعيم طائفة يتبعها ٥٠ شخص، ستكون دليل صدق ليلى بطبيعة الحال وليس مؤشراً على هبلك.

السّلّيكتف ميموري

دماغك يا عزيزي ليس خارقاً مثل بلّورتي السحرية، فهو يتأثّر بالتكرار ولديه ذاكرة انتقائية تافهة، وتلعب ليلتك عبد اللطيف هذه على تكرار الكثير من التوقعات في مختلف النواحي بشكل دوري، مما يجعل احتمالية تحقق إحداها أو بعضها وارداً في ظل الحيل التي شرحناها سابقاً، وأنت ما شاء الله عليك ستنسى كل شيء قلناه، وقالته هي ولم يحدث، وتنتقي التوقعات التي تناسب اهتماماتك وتكررت على مسامعك وحدثت بالفعل لأن ليلى تعمل مع كل أجهزة المخابرات والجنّ والعفاريت الزرق.