نجاة بضعة أرقام في السودان، تعرف عليها قبل تدميرها
فتحي العترماني - خبير الحدود في شؤون الأعداد الفلكية
١٦ مايو، ٢٠٢٤
انطلاقاً من إيمان الحدود بضرورة عدم اعتياد المشهد إن صُوِّر أم لم يُصوَّر، جرى تكليف مراسلنا العابر للمجازر فتحي العترماني بتقصّي حالة الحرب في السودان وتزويدنا بحقائق ومعلومات إحصائية دقيقة عن طبيعة المأساة*، لكن بضع رصاصات طائشة أصابت الملفّ الذي احتوى ما توصل إليه، ولم يبق منه سوى هذه الأرقام.
خسائر الإنسان السوداني:
١٣ شهراً من الحرب كانت كفيلة باعتياد المشهد لو أن الجزيرة بثته وأعادت بثّه وأعادت بثّه وأعادت بثّه ٢٤/٧، لكنك لن تلاحظ وجوده إن كان الأمر بخلاف ذلك.
١٥٦٠٠ قتيل وقتيلة، بمعدل ١٢٠٠ شخص كل شهر، وهو نفس عدد الأشخاص الذين قامت الدنيا ولم تقعد لمقتلهم منذ سبعة أشهر.
٨٫٦ مليون نازح داخلي؛ أقل بقليل من مجموع سكان دولة الإمارات المسؤولة بشكلٍ غير مباشر عن حالتهم.
٢٫١ مليون لاجئ لدول الجوار، تنوّعت خياراتهم بين الميليشيات جنوباً والصحراء غرباً والبحر شرقاً ومصر شمالاً بعد بهدلتهم والتمنن على أبي أبيهم أنها لم تبهدلهم وتدفعهم ٦٠٠٠ دولار كما تفعل مع أهالي غزة.
٥٤٠ مستشفى تضرر جزئياً أو كلياً، فهبَّت مصر وتركيا لتشييد مستشفيات ميدانية لصالح البرهان، وكسر الأفضلية التي حققتها المستشفيات الميدانية الإماراتية لصالح الدعم السريع.
٤٠٠ انتهاك للصحفيين بين قتل واستهداف وتهجير وتهديد لعدم تغطيتهم الأخبار لصالح الجانب المحق.
خسائر الطفل السوداني:
٢٫٩ مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم ٧٢٩ ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، وأكثر من ١٠٠ ألف آخرين ينتظرون وصف حالتهم بعد اتفاق المنظمات على تصنيف "سوء التغذية الحاد الشديد جداً جداً".
١٠٩ آلاف طفل يعانون من مضاعفات طبية مثل الجفاف وانخفاض حرارة الجسم ونقص السكر في الدم ونقص الطفولة القسري.
١٩ مليون طفل بلا تعليم منذ أكثر من عام، لم يتسنَّ لهم الاطلاع على درس الجغرافيا ومعرفة أن السودان سلّة غذاء الوطن العربي ويتمتع بموقع جغرافي مميزوتنوع بيولوجي وثروات طبيعية.
خسائر أم الطفل السوداني:
سبعة آلاف أم جديدة لم تُلبَّ احتياجاتها الطبية ولا الجسدية ولا النفسية ولا الإنسانية ولا الاجتماعية ولا الغذائية ولا المائية ولا الأمنية ولا ….إلخ
خسائر الاقتصاد السوداني:
٢٦ مليار دولار خسائر البلد من الحرب، قبل احتساب قيمة جنازير الذهب التي طلبها بوتين ليربط كلابه بها.
٤٠٪ نسبة تراجع إنتاج الحبوب منذ بداية الحرب والتهام جراد فاغنر الـ ٦٠٪ المتبقية.
١٨.٣٪ معدل انكماش الاقتصاد في الزاوية وهو يرتجف رعباً.
١١٧.٣٪ معدل ارتفاع معدلات البطالة التي كانت في أعلى معدلاتها قبل اندلاع الحرب.
الإبادة الهادئة:
ثلاث مدن في دارفور أخرجت عن خدمة الاتصالات كلياً تمهيداً لإخراجها عن الخارطة.
١٢٠ صورة وفيديو توثق الإبادة العرقية في دارفور لكنها لم تُبث على تيك توك مع جنود يرقصون.
١ عدد الإبادات الجماعية التي وقعت.
٠ عدد الدول التي اشتكت بذلك للمحكمة الدولية.