تغطية إخبارية، دراسة

دراسات الحدود: المطرقة وثلاث أدوات أخرى غير كافية لتفكيك الاحتلال الإسرائيلي

فتحي العترماني - أخصائي تفكيك حصى الكلى الرخوة

Loading...
صورة دراسات الحدود: المطرقة وثلاث أدوات أخرى غير كافية لتفكيك الاحتلال الإسرائيلي

في عدوان عام ٢٠٢١ على غزة ، كُشف لأول مرة أن تحريرها كلها ممكن، لكن معركة التحرير انتهت بعد بضعة أيام قبل اختبار تلك الإمكانية؛ وبعد سنتين ونيّف، تبيّن أن الكيان أوهن من بيت العنكبوت وأن تحريرها كلها قد بدأ بالفعل، ودعت قيادات حماس الشعوب لتسجيل أسمائهم وأسماء عوائلهم في أنصع وأشرف صفحات التاريخ والتفضّل بالمشاركة في التحرير باستخدام ما تيسّر من أدوات، لكن بعد ستة أشهر من الحرب، لم يصل أي جحفل من جحافل العرب والمسلمين لنصرة غزة، ولدَغَنا العنكبوت، ولم تسجّل الأسماء سوى في قوائم ملف البي دي إف الدوري الذي تنشره صفحة وزارة الصحة الفلسطينية في غزة على فيسبوك.

فما الذي حدث؟ سأجيب ولكن صبرك عليّ صبر ساعة، ففي بحث أجراه مركز الحدود لدراسة الطوفانات والفيضانات والخطابات والبيانات ونشرات التاسعة والمقاطع الخاصة التي تحصل عليها الجزيرة وساعات التحليل التي تليها، اتضح أن الأدوات التي نمتلكها في منازلنا تعجز أن تفكك وتكسر وترحّل الاحتلال الإسرائيلي قبل وصول تعزيزات الملائكة الذين وعدنا نصر الله وقيادات حماس بأنهم سيقاتلون معنا. في هذا البحث، استعرض باحثوا الحدود أبرز تلك الأدوات المشاكل التي ستترتب على استخدامها:

المطرقة 

منذ السابع من أكتوبر وقادة حماس يدعون أبناء الأمتين العربية والإسلامية لحمل مطارقهم والزحف نحو الحدود في معركة التحرير، لكنهم لم يحددوا الطريقة الأنجع لاستخدامها في مواجهة طائرات الإف-١٦. وفي حال كانت الخطة تقتضي توجيه ضربات المطارق في آن واحد على طول حدود دولة الاحتلال البرية البالغة ١٠١٧ كيلومتراً بهدف زلزلة الأرض تحتها وهدم مطاراتها العسكرية وقواعدها الجوية وقبتها الحديدية، فسيتطلب التحرير ما لا يقل عن ٣٩ مليون مطرقة وزن كل واحدة منها خمسة كيلوغرامات؛ الأمر الذي قد يكون من الصعب فعله دون أن تكتشف إسرائيل وجود ٣٩ مليون إنسان على حدودها.

المفكّ

رغم سهولة تفكيك الخطابات وتفكيك السرديات وتفكيك الهالات وتفكيك المشهد خصوصاً أمام الرأي العام الغربي، وسهولة تفكيك قفل باب على الجدار الفاصل وتفكيك جنزير مدرعة، وقدرة المفكّات المرفقة بفاحص كهربائي على كشف وجود أو انقطاع تيار في الأسلاك الشائكة على الحدود لاختراقه من المكان المناسب، لكن للأسف، لم يصمد أي نوع من المفكّات عند تجربته على القناصات الآلية المزروعة على طول الجدار الحديدي مع غزة بذكائها الاصطناعي وقدرتها على  الرؤية الحرارية، حيث تعرفت على معدي الدراسة ومفكّاتهم تلقائياً وفككت رؤوسهم.

أدوات القَسَم والوعيد وفايز الدويري

رغم جزالتها وهيبتها وقدرتها على بثّ الرهبة في النفس، إلا أن اللغة العربية أداة ذات حدّين، فمثلاً تنجح تهديدات خامنئي بمحو إسرائيل عن الخارطة مع كل اغتيال لقيادي في الحرس الثوري، لأنها تأتي كردّ بحد ذاتها وتنتهي هنا، أما في حالة تحدّي فايز الدويري لأكبر شنب إسرائيلي الدخول برّاً ودعوة قيادات حماس الاحتلال إلى غزة ليذوق أصنافاً جديدة من الموت في الخطابات بعدما أذاقوه صنفاً في السابع من أكتوبر، فقد فهمها الإسرائيليون للأسف كدعوة صريحة فعلاً لا كلمة للتداول في الهواء الإعلامي. ولأنهم كرماء وأصحاب واجب، لم يأتوا خاليي الوفاض، بل جلبوا معهم أصناف موت خاصة بهم أذاقوها للجميع حتى حدود سيناء.

الريادة والتطبيع الأهوج 

هناك أدوات كثيرة نادى الطرف الآخر الداعي للسلام لاستخدامها، مثل عفو الفلسطينيين عند المقدرة ونبذ الماضي والتخطيط للمستقبل، وتوظيف الريادة أداة لإنهاء دورة العنف والاقتتال، وتكرار النموذج الإماراتي الذي جلب بالتطبيع استثمارات الذكاء الاصطناعي لأحضانه، لكن البحث وجد أن مدّ يد الصلح والتنسيق المشترك لم يفك برغياً واحداً في مستوطنة في الضفة الغربية، بل فكك الضفة لمجموعة جزر معزولة، وأن الذكاء الاصطناعي استخدمته إسرائيل للتعرف على الوجوه وتحديد الأهداف العسكرية وقتلها من عمر ٣ وحتى ٩٠.

شعورك تجاه المقال؟