تغطية إخبارية، تقرير

الإمارات و ٣ أطراف أخرى لا تعتبرها إسرائيل معادية للسامية

مايكل أبو العاص - مندوب الحدود السامي لشؤون معاداة السامية

Loading...
صورة الإمارات و ٣ أطراف أخرى لا تعتبرها إسرائيل معادية للسامية

في لحظة غدر اكتفت أميركا بالامتناع عن التصويت على قرار مجلس الأمن بوقف فوري غير ملزم إطلاق النار في غزة؛ ليصدق من قالَ إن أكثر الناس خيانةً هو ذلك الذي يعطيك ظهره وأنت في أمسّ الحاجة إلى قبضة يده 😔!!! ورغم أنها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة وجيشها الأكثر أخلاقية في العالم بأسره، ورغم أنها عضّت على جرحها الذي نزف في ٧-أكتوبر ولم تستخدم النووي في غزة ولم تشرب دماء سكانها بعد، إلا أنها تُواجه بالبُغض وتهدّد بالعزلة وتصبح دولة منبوذة وفوق حقّه دقّه، وكلّما آمنت بصديق سقط القناع عنه واتضحت ملامحه المعادية للسامية؛ أمم متحدة على معاداة السامية ومحاكم دولية معادية للسامية ومجلس أمن معاداة السامية وولايات متحدة معادية للسامية، فما هي الأطراف التي لم تنسى الخبز والملح والاتفاقيات ومعاهدات السلام وصفقات الأسلحة وبقيت صادقة مخلصة وفيّة للساميّة في هذا الزمن؟

الإمارات

فرغم أنها عربية ومتحدة، إلا أن ولاءها لإسرائيل ليس موضع شكّ أبداً، فلم يضربها أحد على يدها عندما قررت مدّ جسر برّي لدعم إسرائيل على عكس العالم الذي كان يسعى لمقاطعتها، ولم تدخر قرشاً لشراء أسلحة وبرمجيات تجسس إسرائيلية ليست بحاجتها، ولم تبخل بالاستثمار في إسرائيل وشركاتها وأنديتها الرياضية المتطرفة، ووظفّت ذباباها الالكتروني لوجه الله للترويج للتطبيع والسياحة في إسرائيل، وفي الوقت الذي كانت فيه شعوب العالم بأسره تشعر بعبء أخلاقي لدعم بلادها المطلق لإسرائيل وينادي بحل عادل للقضية الفلسطينية ويستنكر تطرف التشكيلة الحكومية، قررت أنه هذا هو أفضل وقت للتطبيع كون سموتريتش وبن غفير أقرب إلى المدرسة الإماراتية في إدارة البلاد والشعوب.

الذراع الأيمن

تضع إسرائيل على ذراعها الأيمن أجهزة ذكية مثل الشاباك والموساد وأمان والمستعربين وجيش الدفاع، ورغم فشلهم الذريع في المهمة الوحيدة الموكلة إليها في حماية أمنها، إلا أنها تعمل بجد لمسح أي أنسان أو حيوان أو نبات أو جماد معادي للسامية عن الوجود، ويسجّل لها نجاحها في إبقاء إسرائيل موجودة على مدار أكثر من سبعة عقود رغم أن الله ابتلاها بشعوب لا ترحّب بوجودها وزعماء غير قادرين على تربية مواطنيهم على التصالح معها وحركات تحرر وعبد الناصر ومحور مقاومة وأبو مازن. 

الذراع الأيسر

رغم قيمتهم الكبيرة وجهدهم المقّدر في حماية أمنها، إلا أن وضع شخصيات مثل حسين الشيخ وماجد فرج ومحمد دحلان وورثة انطوان لحد على الذراع الأيمن كبير عليهم بعض الشيء، فهم في نهاية المطاف مخلوقات أخرى ليست ساميّة، كما أن الذراع اليمنى مشغولة أصلاً كما وضّحنا، والمؤخرة ستشغل في الفقرة القادمة، وليس من اللباقة وضعهم على الطرف الذي يجول في ذهنك حالياً عراة أمام خلق الله حيث سيكون المشهد مهيناً بعض الشيء لصورة إسرائيل أمام نفسها في المرآة.

المؤخرة

تعد مؤخرة إسرائيل من أهم الأطراف المخلصة لها، وفيها تحتفظ بقرارات أمم متحدة وبيانات شجب وإدانة عربية ودولية، ورسائل عتب وشوق وحنين وأمنيات بالسلام من زعماء المنطقة، ومنذ ١٩٤٨ تعمل على توسيع إمكانياتها لإعادة تدوير هذه الأشياء والتخلص منها دون أن يفكر أحد بالبحث عن مواقفه فيها. 

شعورك تجاه المقال؟