كيف تتظاهر أنك مهتم بما يجري في السودان كما تتظاهر أنك مهتم بما يجري في غزة

تطل علينا أخبار هذه الأيام بحروب ومجازر ومآس وما شابه في السودان الشقيق، ولكنك على غير عادتك تلتزم الصمت والأدب؛ فلا تُكلف نفسك كتابة منشور أو تغريدة عنه، ولا تتهم أحداً بالخيانة وقلّة الإحساس والتقصير اتجاهه، ما قد يدفع الإخوة السودانيين للاعتقاد أنك تتجاهلهم ولا تكترث بشأنهم.

لذا، ودرءاً لسوء الفهم، نضع اليوم بين يديك دليلنا المبسّط للتظاهر أنك مُهتم بالسودان كما تتظاهر بأنك تهتم بما يجري في غزة، وكلنا ثقة عمياء بقدرتك على تعديله وتطويعه تطويره والإضافة إليه بما يتناسب مع قدراتك ومزاجك.

١. زاود

تناول أي سوداني يتحدث عن رغبته بحياة مستقرة وابدأ بشتمه واتهامه بالغدر والتخاذل وبيع القضية السودانية. أكد له أن جميع السودانيين مشاريع شهادة، وأنهم في سبيلها سيضحون بأنفسهم حتى آخر طفل سوداني.

٢. تعنصر على اللاجئين

اتهم كل سوداني خارج بلاده بأنه نذل جبان تخلى عن وطنه وهرب لمجرد خشيته التعرض للقتل والتنكيل والاغتصاب. بهذه الطريقة ستظهر اهتمامك بشعوره وإحساسه مرارة اللجوء والمعاناة التي يشعر بها الغزيّون خارج وطنهم.

٣. وجّه اللوم للمنشغلين بغزة عن متابعة الأحداث في السودان 

عادةً ما نبدي الاكتراث بشأن غزة من خلال لوم من يحاولون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي ويحتفلون دون أن يوجهوا لنا دعوة أو ينشرون صور طعامهم ونحن جائعون. وبما أن حال القطاع  يحتل العناوين هذه الأيام، بإمكانك لوم المنشغلين بأخباره بدلاً من السودان. وبخهم وأكد أن عليهم الاهتمام بالسودان بدلاً من غزة. إذ لا يُمكن للإنسان التعاطف مع أكثر من مظلوم في ذات الوقت.

٤. حشِّد

رغم قلة الأخبار الواردة من السودان وضعف تغطيته إعلامياً، مازال بإمكانك العثور على خبر أو اثنين في الصفحة العاشرة أو العشرين من موقع الجزيرة الإخباري. إن لم تجد ما يثير الاهتمام، فإفريقيا كبيرة وفيها أخبار عن صراعات أُخرى تصلح للتعديل والنشر باعتبارها في السودان. اطمئن، لن يُدقق أحد بصحة ما تنشره، شارك ما وصلت إليه مع أصدقائك وعائلتك ومواقع التواصل الاجتماعي، ستتقلل بذلك مللك من تغطية أخبار غزة، وتنوع الأدوات التي تحتاجها لتصبح مايسترو اللطم والنواح.