لماذا لا تثمر جهود الوساطة لحل صراعات المنطقة؟ أنت تسأل وخبير الحدود للثمار المعدلة جينياً يجيب
مايكل أبو العاص - مُطَعِّم الحدود
١٥ مارس، ٢٠٢٤
يستبعد معظم المحللين السياسيين من أزواج خالاتنا اندلاع حرب شاملة تأكل الأخضر واليابس في المنطقة، مستندين إلى عدم بقاء ما هو أخضر من جهة، ومن جهة أخرى لحرص الإدارة الأمريكية على عدم اتساع رقعة الصراع إلى ما يتجاوز حدود قطاع غزة، وأن إلقاء الصراع في القمامة أو التبرّع به إلى دول نامية بسيطة أقل تعقيداً سيكون مجدياً أكثر من خياطة رقعة بحجم المنطقة؛ لكن رغم ذلك، لا نرى إلا توسعاً في أم هذه الرقعة؛ فمنذ ٧ أكتوبر وهي تتفتق وتتسع يوماً بعد يوم، فإسرائيل تواصل إبادة غزة وتدير مؤخرتها للعالم، والحوثي ينتقم من كيبلات الانترنت والفصائل العراقية تضرب قواعد أمريكية وأميركا تشن غارات على مواقع في سوريا، وسوريا تتصدى لغارات إسرائيلية دون صدّها وغارات إسرائيلية تنتهك السيادة الإيرانية والروسية في سورية، ولم تثمر أي جهود وساطة بين أي طرفين بواسطة طرف ثالث إلى إنتاج ولا ثمرة تهدئة واحدة في أي مكان، فهل يكمن الخلل في الوساطة أم في المختبر الذي عدّلت فيه الثمار جينياً أم في زوج خالتك؟
زوج خالتك
من المؤكد أن آراء زوج خالتك شأنها شأن ما يصدر عن زوج عمتك وحماك وباقي العائلة هي مشكلة بحد ذاتها، لكن العلم أثبت خلوّها من النكهة أو الفائدة كونها ناتجة عن تلقيح بذور دماغه بنظريات مؤامرة خيالية، ولم يسبق أن أحدثت فرقاً على أي قضية ولا حتى في قضايا منزله الخاصة، ولا تؤثر على مجرى حياة أي شيء بما في ذلك حياته، لذلك يمكن استبعاد هذه الفرضية وتجاهلها بكل أريحية وإكمال طبق سمّ الهاري الذي ذلّ أهلك به وأجبرك على الاستماع لآرائه لكونه كسر عينكَ ودعاك إلى الغداء.
الوساطة
منذ نعومة أظفار الصراعات في هذه المنطقة وهي في مرحلة الوساطة ولم يسبق أن أثمرت عن شيء يمكن أن يتنعّم أحد بتذوقه، ففي معظم الحالات يكون الوسيط الذي يزرع بذور وساطة في صراع ما طرفاً في صراع ثان يتوسط به أحد أطراف الصراع الأول؛ فمثلاً، توسطت أميركا بين الأردن وإسرائيل لعقد اتفاقية سلام بينما كانت تشن حرباً على العراق الذي بذل الأردن جهوداً دبلوماسية للتوسط بينه وبين أميركا، لذلك يمكن اعتبار الوساطة بحد ذاتها سبباً في عدم إنتاجها للثمار بسبب مشاركة غذائها مع عدة محاصيل صراع مصابة بآفات كثيرة.
التغيرات الجينية
تنتشر في المنطقة ثمار حزبية وطائفية قابلة للتلوّن والتنكّه والتكاثر في مختلف الفصول والمناطق، لكنّ عيبها الوحيد يكمن في سمّيتها، فمجرّد تناولها بالسوء أثناء حديثك قد يودي بحياتك على الفور، كما تتغذى كل منها على الأخرى وتحرق دينها، والسبب وراء ذلك يعود لكونها معدّلة وراثياً في مختبرات مختلفة، فبينما تُنتج إسرائيل في مختبرات أمريكية وتخضع لأنواع كثيرة من التحورات الجينية بحسب العلماء المشرفين على المختبر والمعاهد الديمقراطية أو الجمهورية التي تخرجوا منها، فإن حزب الله ينتج في مختبرات إيرانية على يد علماء في الحرس الثوري، وعاجلاً أم آجلاً ستتسبب كثرة التغيرات الجينية على المنتجين وتغيير طرق نموها وتعديل سلوكياتها بخروجها عن السيطرة وبحثها عن سبل أخرى للبقاء دون الاعتماد على تربتها الأم.
الخلاصة
يمكن مما سبق ملاحظة أنه من الصعب أن تثمر الوساطة ما هو صالح للاستخدام البشري نتيجة فسادها من جهة، ولكثرة التعديلات الوراثية التي تسببت بخروج الجينات عن سيطرة المختبرات؛ فمحاصيل إيران التي زرعت لغرض خدمة الأمن الغذائي للمرشد تجد نفسها فريسة لمنتجات أميركا وليس أمامها سوى التكيّف للدفاع عن وجودها حتى لو حاول مختبر الحرس الثوري منعها ثنيها، وفي ذات الوقت لم تعد تجدي محاولات العلماء الأميركيين تعديل سلوك محاصيلها وإبقائها تحت السيطرة كونها تطوّرت إلى مرحلة التغذي على أي شيء في طريقها حتى لو كان العلماء الأميركان الذين زرعوها.