تحقيق أممي يتوصل إلى وجود حرب في غزة
مايكل أبو العاص - مراسل الحدود من أرشيف الأمم المتحدة، قسم التحقيقات، خلف الرفّ الرابع
١٤ مارس، ٢٠٢٤
أعلن منسّق تقارير أنشطة الأمم المتحدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيد جون واطس، والمكلف بالتحقيق بوجود شبهات حرب في غزّة إذا سنحت له الفرصة بعدما يفرغ من ممارسة رياضة الصباح والتنزّه مع كلبه أوليفر والتأكد من عمله بِبّي قرب شجرة أم وائل قبل أن يعيده إلى المنزل ويذهب إلى الكوفي هاوس القريب لشرب الماكياتو والتبسّم في وجوه السكان المحليين وإجراء الميتنجز بصوت عالٍ، أعلن هذا السيد المحترم انتهائه من العمل على تقرير مشغول على رواق ومرفق معه "أنيكسز" تحتوي شهادات ودلائل قاطعة على وجود أسباب واقعية ترجّح وجود حرب في غزة.
وقال واطس إنه عمل بجدّ خلال الأشهر الخمسة الماضية على هذا الملف نظراً لأهميته وحساسيته، ومنحه الأولويّة على تقارير أخرى لا تقلّ أهمية كلّف بإعدادها، مثل أسباب كثرة المواليد الذكور في الريف الأردني وتراجع عدد النساء العاملات في مجال علوم الفضاء في العراق "ضيق الوقت وكثرة الانشغالات لم يمنعاني من أداء واجبي الإنساني تجاه الضحايا الذين يموتون يومياً في غزّة، فلم أدّخر جهداً للتأكد من أسباب الوفيّات بهذه الأعداد الكبيرة وتقاطع المصادر ثم التحقق منها بشكلٍ مستقل وتحليل ودراسة التقارير التي يرسلها الفريق الميداني، لضمان خلوها من الانحيازات العاطفية ضد إسرائيل والتبلّي على جيش دفاعها أو كتابتها بواسطة تشات جي بي تي".
ويعد هذا التحقيق ضربة قاسية لإسرائيل؛ إذ سيضاف إلى درج ملفّاتها في مقر الأمم المتحدة بنيويورك إلى جانب الكثير من التحقيقات والشكاوى والمقترحات ومحاضر اجتماعات أولياء الأمور والقرارات ٢٤٢ و ٢٤٨ و ٢٤٩ و ٢٥٠ و ٢٦٥ و ٢٦٧ و ٢٧١ و ٢٩٨ و ٣١٧ (....) و٢٧١٢، مما سيعرّض إسرائيل لضغوطات دولية نتيجة عدم اتساع رفوف الأرشيف المخصصة لها لكل هذه الملفات واعتدائها على رفوف دول أخرى دون وجود تنسيق أو اتفاقيات أو قرارات أممية تجيز ذلك.
يأتي هذا التطور في الوقت الذي أعلن فيه الفريق الأممي المكلّف بالوقوف على ملابسات مقتل مصوّر وكالة رويترز عصام عبد الله على أيدي مجهولين -وفقاً لرويترز نفسها- في جنوب لبنان، بقذائف إسرائيلية، من عيار ١٢٠ مليمتراً، أطلقت من دبّابة ميركافا إسرائيلية، أمام مرأى العالم وكاميراته وعلى الهواء مباشرة، ودون وجود سبب لاستهداف الصحافيين في ظل عدم وجود تبادل لإطلاق النار حينها، أعلن هذا الفريق أن نتائج التحقيقات المؤلفة من سبع صفحات تؤكد أنه بعد تتبّع الأرقام التسلسلية لشظايا القذائف ومقارنتها مع البيانات المتوفرة عن الأسلحة الموجودة في ٢٧٠ دولة، تبين أن قذائف إسرائيلية من عيار ١٢٠ مليمتراً أطلقت من دبّابة ميركافا تقف على الجانب الإسرائيلي من الحدود هي من قتلت المصوّر وأصابت عدد من الصحفيين بالفعل، فيما تزال التحقيقات جارية حتى الآن لمعرفة إن كان من ضغط على زر الإطلاق مجنداً إسرائيلياً أو مقاتلاً فلسطينيا اقتحم الدبابة وفعل فعلته بسبب كرهه للصحافة.