لاجئ سوري يتمكن من شراء ربطة خبز بسلام بعد اعتماده لغة الإشارة
سهيل الأنّان - مراسل الحدود الإيمائي
٠٧ مارس، ٢٠٢٤
غادر اللاجئ السوري أبو سعيد ظهر اليوم القبو الذي يقيم فيه عاد إليه سالماً غانماً حاملاً ربطة خبز، وتغندر في شوارع بيروت تحت لافتات "أندو ذا داميج"٬ غير آبهٍ بتحريض الـ إم تي في على تدارك السوريين الآفة وتوضيبهم في باصات ليعودوا بشكل طوعي إلى مجاهل سوريا قبل أن يعكروا صفو لبنان، ويشوهوا التناغم التاريخي بين طوائفه في المدن والقرى ومفارق الطرق وبيروت الشرقية وبيروت الغربية والدستور ووسائل الإعلام ومجلس النواب، ويحولوه من بلد عربي الهوية والانتماء إلى بلد ذي وجه عربي.
نجاح أبو سعيد ألهم جيرانه اللاجئين الذين طالبوه بالإفصاح عن سر جرأته، حيث أجابهم بمجموعة من الحركات بيديه لم يفهموا منها شيئاً باستثناء جاره لبيب الذي من الإشارة يفهم٬ والذي أخبرهم أن السر يكمن بعدم نطق كلمات تكشف إصابتك بمرض الجنسية السورية، وحينها يمكن لأي سوري التجول بحرية في كل لبنان، حتى في كفر رمان أو الهرمل أو نهر إبراهيم أو بر الياس أو دار بعشتار أو زغرتا أو عالية أو بشري أو بنت جبيل أو سن الفيل وغيرها العديد من القرى والبلدات والبلديات، ويمكنه أيضاً دخول بقالياتها وصيدلياتها ومطاعمها وحدائقها بعد الثامنة ليلاً وقبل الخامسة فجراً والانضمام إلى مظاهرة دراجات نارية احتجاجاً على وجود السوريين.
ودعا أبو سعيد اللاجئين إلى تعلم لغة الإشارة، ليشكلوا بأيديهم وأصابعهم إشارة الدلتا التي يستخدمها الكتائبيون أو علامة الصح التي يستخدمها التيار الوطني ومواكبة ظهور الإشارات تبعاً لتطور الأحداث وتبدل التحالفات والتكتلات، درءاً لخطر التعرض للازدراء أو الاعتقال أو القتل في حال المرور بحاجز مزود بعناصر مختصة بكشف السوريين المخروسين.