تغطية إخبارية، دليل الحدود

دليل الحدود للتمييز بين سوبرمان ومواطن من غزَّة قد تجعلك تستحي على دمك وتشعر بأنهم بشر

قابيل آدم بني آدم - خبير جهاد إلكتروني

Loading...
صورة دليل الحدود للتمييز بين سوبرمان ومواطن من غزَّة قد تجعلك تستحي على دمك وتشعر بأنهم بشر

لعلك تشعر بالنشوة هذه الأيام حين تشاهد فايز الدويري يحلل ويبُشّر أن الجيش الإسرائيلي على وشك الاستسلام، وأن نتنياهو يختبئ في ملجأ يلطم ويندب حظّه "منك لله يا بن غفير، منك للّه يا سموتريتش، ورطتماني بحرب تكسر عيني" قبل أن يفكّر بالانتحار كما فعل هتلر في فيلم داونفول. ولعلك تحمّست فشاركت منشوراً لرفيقك المناضل الإلكتروني يؤكد أن أي دعوة لوقف إطلاق النار قبل تحرير القدس وتل أبيب خيانة عُظمى.

حالة النشوة هذه جعلتك تُفضل أفلام القسّام التي لا تتوقف الجزيرة عن إعادة عرضها على أفلام دي سي ومارفل، رغم رداءة التصوير وغياب مشاهد الإغراء وسكارليت جوهانسون مرتدية ملابس الجلد الضيق، وعدم انتظام البث، ونسيت أن أهل غزة يرغبون بالحياة أيضاً؛ فالغزيّون أبطال ولكنهم ليسوا خارقين، وليس كل من قتل منهم مات مبتسماً لرؤيته الحور العين، فأغلب القتلى أطفال لم يصلوا سن البلوغ.

ألا تصدقني؟ حسناً، إليك أربعة فروقات واضحة بين سوبرمان والفلسطيني في غزة، لعلك تستحي على دمّك وتنظر إليهم كبشر.

١. خاصية الطيران:     

لا يحتاج سوبرمان منّة أحد؛ لقدرته على التحليق عالياً وكسر أي حصار دون الحاجة للوقوف على الحواجز وطلب الموافقات والتصاريح الأمنية ودفع الرشى. وشوهد في عدّة أفلام يصد النيران والصواريخ التي أطلقت عليه بعضلات صدره ويتابع الطيران دون أن يتأثر، وهذا يعني عجز القبة الحديدية عن إسقاطه. أما الغزاوي فيصعب عليه السير مسافات طويلة في ظل الوقود، وهو للأسف لا يطير، ولا تملك غزة مطاراً مدنياً ولا معابر تسمح بالسفر والوصول إلى مطار.

٢. الجسد: 

لا يتأثر سوبرمان إلا بالكريبتونيت الأخضر، في حين يتأثر الغزاوي بالكريبتونيت الأخضر والأزرق والأصفر والفوسفور والرصاص والشظايا والنابالم والردم والبارود والقنابل، بل إنه كأي إنسان آخر؛ يمكن أن يموت دون أن يمسه أحد لأسباب بسيطة مثل الجوع والعطش والبرد.

٣. الدعم:

حتى سوبرمان كان يتورط أحياناً بمعارك غير متكافئة. لكنه -على عكس حماس- مدعوم من حلفاء حقيقيين وأقوياء من السوبرهيروز مثل باتمان وأكوامان ووندروومن يهبّون لنجدته وفضح أم الأشرار، أما الغزاوي فلا يفزع له أحد سوى بالشعارات والخطابات ومنشورات التواصل الاجتماعي وحملات جمع التبرعات لملء جيوب المناضلين والمناضلات.

٤. التغطية الإعلامية:

في الحقيقة، سوبرمان أحمق يعتقد أن إزالة النظارات وتنزيل غرته ملولبة على جبينه سيغير شكله تماماً، لكن الإعلام الغربي لمّعه ونفخه لأنه رجل أبيض، متجاهلاً ممارسته العُنف المُفرط في حربه مع أشرار لا نعرف ما حل بهم قبل أن يعادوه ويسعوا للنيل منه، تماماً كما يبروز نتنياهو ويتغافل عن جرائمه، ويصوّر الغزاوي أسوأ من الجوكر: مخلوق لم يكن موجوداً قبل السابع من أكتوبر، حين اعتمده بصفته الشرير الرئيسي في فيلم اغتصاب النساء وقطع رؤوس الأطفال في مستوطنات غلاف غزة.

شعورك تجاه المقال؟