تغطية إخبارية، الحدود تسأل والحدود تجيب

ما هو الطريق ٧٤٩ الذي تنشئه إسرائيل؟ الحدود ستجيب مع أنك لم تسأل لأن لا أحد يتحدث بالموضوع

مايكل أبو العاص - مراسل الحدود لشؤون ما يجري وما لا يجري

Loading...
صورة ما هو الطريق ٧٤٩ الذي تنشئه إسرائيل؟ الحدود ستجيب مع أنك لم تسأل لأن لا أحد يتحدث بالموضوع

بينما كان الزميل العميل فتحي العترماني يجري جولته المعتادة لمتابعة الإعلام الإسرائيلي الغاشم، استوقفه تقرير مصوّر بثته القناة ١٤ الإسرائيلية الغاشمة عن إنشاء الجيش الإسرائيلي الغاشم طريقاً محصّناً غاشماً في قطاع غزة؛ وفوراً، هبّ فتحي واقفاً، ثم عاد وجلس ليفكّر ويحلل صور الأقمار الصناعية ويحدد الموقع الجغرافي للأماكن التي ظهرت في الفيديو ويطابقها مع ما ورد فيه، وعندما تأكد من صحتها أرسل لي النتائج، فكان لا بد من إعداد هذه المادة للإجابة عن أسئلتنا وأسئلتكم التي ستطرحونها مستقبلاً حين يتفضّل الإعلام العربي مشكوراً بنقل الخبر.

ما سبب التسمية؟

والله لا نعرف، إذ لم يأتِ التقرير على سبب تسمية الطريق، لكن معهد الحدود لأبحاث إنشاء الطرقات العازلة "محاطع" أجرى بحثاً عميقاً باستخدام محركات بحث جوجل المتخصصة ليصل إلى فرضية مثبتة علمياً بواسطتي شخصياً أن الرقم ٧٤٩ لم يتكون من ثلاث خانات بالصدفة، بل لهز إيمان القيادات العربية بلاءاتها الثلاث ودفعها للتنازل عن لاءة واحدة على الأقل، لكن هيهاااات.

أين يمرّ الطريق؟ 

"لن يكون هناك قطاع غزة بعد الآن، بل قطاع في الشمال، وغزة في الجنوب" هذا ما قاله معدّ التقرير في معرض حديثه عن انهماك الكتيبة الاحتياطية ٦٠١ التابعة لفيلق الهندسة القتالية منذ أسابيع في تنفيذ المشروع ٢٤على مدار الساعة، مستغلة صبرنا ساعة تلو الأخرى لتحقيق النصر، وفي تجاهل تام لتحليلات فايز الدويري التي تؤكد أن إسرائيل لم تسيطر على أي ملّمتر مربع حتى الآن؛ كما ادعى المعدّ أن الطريق سيمتدّ من مستوطنة ناحل عوز المتاخمة للحدود الشرقية للقطاع وصولاً إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي ستنفدّه قناة الجزيرة في تحليلاتها القادمة إن شاء الله.

كيف يسير العمل؟

لا أعرف كيف أخبركم بهذا، ولكن، والله يا جماعة، يبدو أنه للأسف يسير على قدم وساق، فالجيش الإسرائيلي مرتاح تماماً في أعمال الإنشاء ويتقدم فيها بسرعة، حتى أنه افتتح محاجراً لطحن كميات هائلة من الحجارة اللازمة لمدّ الطريق، وتنغل فيه عشرات الشاحنات ومعدات الحفر وتمهيد التربة وغيرها من الآليات لتعبيد عدة مسارب، منها ما هو مناسب للدبابات والمركبات العسكرية، ولا ينقصه شيء سوى تدخّل سيادة الرئيس عبد الفتاح نور عينيا السيسي بخبرته الإنشائية ليضيف كوبري معلق يجعل المشروع مثالياً للحسرة.

لماذا الطريق؟

يريد تنظيم الدولة اليهودية من الفرات إلى النيل من هذا الطريق أن يكون نقطة انطلاق لعصابات الهاجانا المعاصرة وآلياتها لحماية لمستوطنات غلاف غزة عبر دخول القطاع والخروج منه ودخوله مجدداً والتصرمح به وتخريبه وتدميره ومحو بنيته التحتية بين الحين والآخر واقتحامه ومداهمة مناطق تواجد الإرهابيين من الأطفال والنساء، ومنع انتقال المقاتلين والأسلحة والغذاء والماء والأدوية من الجنوب إلى الشمال، وعقاب أهالي غزّة لعدم حصولهم على تأشيرة شينجن والمغادرة حتى الآن، لكنني أطمئنكم أن شيئاً من هذا لن يحدث طالما تؤجل السعودية التطبيع، وتدين الإمارات المجازر بأشد العبارات، وتلعب قطر دور الوسيط، وتباطح جنوب إفريقيا الكوكب وحدها ويراقب العالم ما يحدث بأسى.

هل بقيت لديك أي أسئلة؟

طبعاً أنت لم تسأل في البداية، وربما بدأت وصفي بالعميل الفتحي العترماني وغيرها من الشتائم، ولكنني مصر على الإجابة على مزيد من الأسئلة لتواكب أهداف إسرائيل من وراء الحرب، والشكل الجديد لتقسيم بلادنا إذا احتلّت إسرائيل غزة، ولتشهد على أخذ الاحتلال الأرض قطعة تلوى الأخرى. أما إذا انسحب الجيش الإسرائيلي وترك قوات عربية لتدير غزة، فها أنت على علم بكيفية صنع الحدود وتفريق الجماعات؛ وإذا استعادت المقاومة القطاع فأنت تعرف على الأقل بوجود شوارع رئيسية جديدة وحولها ٥٠٠ متر كانت مناطق عازلة، ستتحول لأبنية وأبراج ومدارس ومستشفيات ورياض أطفال بدل ما هدمه الاحتلال، وحينها سأنقع هذه المادة وأشرب ماءها لأنها لن تساوي قشرة بصلة، يا رب.

شعورك تجاه المقال؟