ناشط يتقدم بطلب هجرة للتخلص من مخلفات الاستعمار في بلاده

في اللحظة التي أدرك فيها الناشط الحقوقي، المواطن العالمي، ناصر حقّاني أنه لم يعد قادراً على تحمل أشواك ما غرسه الاستعمار من بذور فاسدة في كافة جوانب حياته لينكّد عليه عيشته هو شخصياً قرر البصق في وجه الاستعمار من خلال تقديم طلب هجرة نحو المستعمر نفسه تاركاً مخلفات الاستعمار للاستعمار ينقعها ويشرب محلولها ويحلم بتأثيرها عليه بصفته محوراً للكون.

وأوضح حقّاني أنه اتخذ هذا القرار نتيجة نخر الاستعمار الدساتير الوطنية، وتقويضه القوانين المدنية التي لم تنجح في تغريم وردع جاره عن إلقاء القمامة بجانب منزله، بالإضافة لرغبته بالتحرر من شعور العجز والقنوط لدى سماعه شكاوى متكررة من صديقاته اللاتي يتعرّضن للتحرش نتيجة تغييب الاستعمار عمداً ورشات التوعية بالعنف القائم على النوع الاجتماعي عندما حلّ في بلاده.

وبيّن حقّاني أن القشة التي قسمت ظهر البعير جاءت على شكل حادثتين متداخلتين، بدأت من حالة السأم التي  يعيشها بسبب إصرار مديره الرأسمالي الجشع، الذي مهّد الاستعمار الطريق له ولأمثاله ليصلوا إلى مراتب عليا من خلال إرساء نظامٍ مؤسساتي فاسد متوحش، على مطالبته بالعمل لقاء راتبه، وانتهت بحصوله على فرصة عمل كمدير للتمويل وتطوير البرامج في إن جي أوه "المنتقمون لأجل الحقيقة" الألمانية، الأمر الذي سيسهّل عليه الحصول على الإقامة مستقبلاً في أحضان الرجل الأبيض ومحاربته من المسافة صفر.

وتعهّد الناشط الحقوقي أنه لن يتخلى عن نضاله بمجرد قبول طلبه في أوروبا، بل سيستغلّ وجوده هناك للاطلاع عن كثب على طرق ووسائل التمكين التي يسمح الاستعمار للناشطين باستخدامها لمحاربة مخلّفاته في بلدانهم وتكسير نظرته النمطية للجنوب العالمي.. بيس!