لايف ستايل، خبر

غسالة أوتوماتيك تبدأ بغسيل الملابس على يديها بعدما عرفت أنها في سوريا

رماز قضباني - مراسل الحدود لشؤون عصر الملابس في العصر الحجري

Loading...
صورة غسالة أوتوماتيك تبدأ بغسيل الملابس على يديها بعدما عرفت أنها في سوريا

لحظة إخراجها من المستودع وتعرض لوحتها الإلكترونية لأشعة الشمس وهي تهمس همس صباح الخير سوريا، لعنت غسالة الأوتوماتيك السامسونج أخت الساعة التي خرجت فيها من خطوط الإنتاج في كوريا الجنوبية وحُمّلت على البواخر لتصل منطقة الشرق الأوسط، على أخت حظها الذي أوقعها في سوريا، قبل أن تسلم بقدرها وتطلب من صاحبيها سهيل وعبير مناولتها لوح صابون زيت ووضعها بجانب نهرٍ جارٍ لتبدأ غسيل الملابس فيه وعصرها على يديها.

واعتبرت غسالة السامسونج ذات السعة ٩ كيلو والفتحة الأمامية أن ألف ساعة غسيل على يدها ولا دقيقة وصل مع شبكة الكهرباء السورية التي تُنهك توصيلاتها وتجعل جسمها الفولاذي يهترئ، فعلى الأقل هكذا لن تتطلب مهمتها سوى ساعتين في اليوم عوض تعفن الملابس في جوفها بانتظار عودة الكهرباء، وتصبح بحاجة غسيل لمرة ثانية وثالثة، ما ينذر بلحاقها جلّاية الصحون التي احترقت من أول ثانية شُغلّت فيها، والثلاجة التي تحولت إلى ميكرويف والميكرويف الملقى بجانبها كدرج ملابس داخلية.

من جانبهما، مدح العروسان سهيل وعبير نوعية الغسالة وحُسن أحواضها وتفهمها على الفور ظروف بيئة العمل الخارجة عن المألوف، خصوصاً بعد شعورهما بالتسرع في اتخاذهما خطوة زواجهما وتأسيسهما منزلاً في سوريا، مؤكدين أن تجربتهما مع هذه الغسالة بنت الحلال شجعتهما على إعادة التفكير بجلب طفل إلى سوريا، لعلّ حظهما فيه يكون مثل الغسالة ويصرف على نفسه وعليهما من عرق جبينه وكد يمينه لحظة نزوله من بطن أمه وإدراكه أنه وُلد في سوريا.

شعورك تجاه المقال؟