تغطية إخبارية، تقرير

الحدود بزنس ريفيو: كيف تستثمر في الطيران السوري دون وجود طائرات أو مطارات أو دولة

سهيل الأنّان - مراسل الحدود لشؤون توظيف المخاطر في الاستثمار

Loading...
صورة الحدود بزنس ريفيو: كيف تستثمر في الطيران السوري دون وجود طائرات أو مطارات أو دولة

بالرغم من التداعيات الاقتصادية للمؤامرة الكونية التي حيكت ضدك أنت يا عزيزي يا مواطن يا سوري بشكل شخصي٬ إلا أنك ما تزال تبحث عن فرصة لاستثمار ما تبقى في جيبك من راتبك الشهري رافضاً الاستسلام للكومفورت زون التي تمنحك إياها وظيفتك٬ لكن الله معك يا عزيزي يا مواطن يا سوري فهذه المادة ليست لك٬ وإنما للسوريين الحقيقيين الذين صمدوا وتصدوا وهتفوا وشبّحوا وجمعوا أموالهم من كل حدب وصوب ومدينة وقرية وكبير وصغير ومقمط بالسرير، وحان الوقت لينالوا فرصتهم بالغبّ من خيرات الأزمة التي منّ الله فيها على رياديّي البلد.

عزيزي يا مستثمر يا عصامي يا من جمعت ثروتك بشق الأنفس والناس، وسهر الليالي في اختلاس مؤسسة حكومية أو حراسة بضعة مواطنين اختطفتهم لتترزّق بفدية على قد الحال، أو استنزفت عافيتك في احتكار السكر والمتة والرز٬ ألم تمل من هذا السوق؟ ألا تشعر بأنك حوت كبير محاصر في بركة ماء صغيرة؟ هذه المادّة مخصّصة لك فاشبع منها ودعك من الأسماك الصغيرة.

قد تستغرب من أن يكون قطاع الطيران السوري الذي يتعرض للقصف ٩ مرات في الشهر هو القطاع الاستثمار الأنجح ٬ لكن عليك طرد الأفكار الانهزامية من رأسك وعدم التفكير إلا بأن اسمك سيُخلّد في اللوائح الدولية ويجعلك تتربع على رأس قائمة رجال الأعمال المطلوبين عالمياً في قضايا تصدير وتوريد البضائع الصعبة٬ عليك التفكير بقصص نجاحات مثيرة من حولك مثل قصة يسار إبراهيم الذي لم يصبح يسار إبراهيم عن عبث٬ بل جازف وخاطر بأمواله ووثق بأن الأمل بالعمل وأن وراءه جيشاً من الرجال المخلصين وسيدة ياسمين واحدة ترأسهم.

خطوات الاستثمار سهلة وواضحة وأنت تملك بالفعل خبرة في هذا المجال الذي لا يختلف عن إدارة مصنع بلا عمال أو مؤسسة بلا منتجات أو مدرسة بلا طلاب أو صندوق لأضرار الزلزال بلا تعويضات أو كشك مملوك للقطاع العام المملوك للقطاع الخاص المملوك للقصر الجمهوري٬ إذ إنك لن تحتاج لطائرات ولا طيارين ولا مدرَج ولا رادار ولا حاجة للمطار أساساً٬ جل ما تحتاجه إبراز خبرتك وأمانتك في تدوير الأموال وصدقك في الولاء ومصادقة الفرقة الرابعة عليها٬ مع شهادة خبرة بالعمل التطوعي في نقل الأثاث من جوبر وريف إدلب بعد عام ٢٠١١ وانتظار عملية التبديل السنوي للواجهات الاقتصادية في البلد٬ واختيارك بالقرعة من بين ملفات الدراسات الأمنية المتقدمين٬ ما لم تتم تزكيتك بشكل مباشر من المستثمرين في شركة إيلوما أو وفا تيل التي كما ترى لا تحتاج أبراجاً ولا خطوط خليوية ولا كابلات كي تكون شركة اتصالات ناجحة

شعورك تجاه المقال؟