من سيفوز بالإنتخابات المصرية؟ مواطن يسأل والسيسي يجيب أجله
رمّاز قضباني - خبير الحدود في البديهيات
١٣ ديسمبر، ٢٠٢٣
نظراً لإيماننا في الحدود أن السؤال ليس عيباً ولا حراماً ويجب طرحه بجرأة لخلق مساحة ونقاش وأفكار وما إلى ذلك، عوّدناكم قراءنا الأعزاء على الاستفسار حول كل ما يخطر على البال، لكن كفى. هناك أسئلة بلا خجل أو حياء: عزيزي المحرر ماذا تغدّيت البارحة؟ عزيزي المحرر ماذا ترتدي الآن؟ الله يلعن هكذا مساحة وهكذا حرية. اليوم، قبل قليل، شرفنا الأخ المواطن المصري محسن القرقفاوي برسالة في منتهى السذاجة ليسأل عن سيفوز في الانتخابات الرئاسية في مصر السيسي؟
ولأننا لسنا بسذاجتك يا محسن، تأكدنا بدايةً من وجود انتخابات تجري الآن في مصر، ورصدنا عن كثب المظاهر الانتخابية والصناديق والأصوات والمرشحين الرئاسيين ذوي الأسماء الغريبة التي لم نسمع بها سابقاً مثل حازم عمر وفريد زهران وعبد السند يمامة، لندرك على الفور أنك وقعت في الفخ، ولم يبق سوى بضع دقائق ليصلك بيك آب من الأمن الوطني ويجيب أجلك، ثم يتجه نحونا لبجيب أجلنا معك، لكننا براء منك ومن أمثالك، وتاليا عدة إجابات لن تترك مجالاً لسوء الفهم أو اتهامنا بتعكير صفو الانتخابات والتأثير على نتائجها.
١. الغول: بما أن السؤال غير واقعي وتعجز الدول الكبرى صاحبة مراكز الاستطلاع والأبحاث عن إجابته قبل صدور النتائج، سنعطيك جواباً مستحيلاً. نحن في الحدود يا حبيب قلبي نتوقع أن يفوز الغول. لن تفوز العنقاء وأقص يدي من منبتها إن فاز الخلّ الوفي، الغول ولا أحد غيره. أتريد صفات إضافية؟ إنه شره لا يشبع من التهام العشوائيات، يكسر قدم الناس ويشحذ عليهم ليبني كباري ومدن جديدة، وحتى لا ندب الرعب في قلوب القراء، نطمأنهم إلى أنه غول كريم يتنازل عن اللقمة من فمه إذا ما طلبها منه بنيامين نتنياهو أو محمد بن زايد مثلاً.
٢. رئيس مدني: رغم ارتفاع المديونية وتدهور الجنيه والنيل والغذاء والمستوى المعيشي، يمكن للمصريين أن يضعوا في بطونهم بطيخة صيفي ويخلدوا للنوم باكراً ليستيقظوا من مؤخرة الصباح طلباً للكفاف بعد أن يصبّحوا على مصر بجنيه، فقد حلف سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل عشر سنوات للمصريين أنه "لا والله ما حكم عسكر" وهو إن شاء الله صادق ومخلص وأمين وشريف، يعلم المصريون مدى صدقه وإخلاصه وأمانته وشرفه خلال فترتي حكمه، حافظ على قيمة الجنيه وحل أزمة النيل وخفض الدين العام وأطلق الحريات السياسية، وبالتالي فالرئيس المقبل هو رئيس مدني يرتدي بدلة وربطة عنق حتى لو كان يحمل رتبة مشير في القوات المسلحة.
٣. الشعب المصري: صحيح أن النتائج الأولية تظهر تقارباً شديداً بين عبد الفتاح ونور عينينا الدكر والسيسي، لكن هذا يعني إلا شيئاً واحداً، وهو أنه عدا عن الفائز، فالفائز الفعلي هو الشعب المصري. ألم يظفر بأعراس انتخابية وأغاني وأفراح وزغاريد على طول البلاد وعرضها وصناديق وصور مرشح تملأ الشوارع وطنطاوي في المحاكم؟ أليس هذا بحد ذاته مكسباً؟ فهنيئاً من القلب مرتين، مرة بالسيسي، وأخرى بالنجاة من مرشح نرجسي متخلف يعاني من جنون العظمة وفرط الثقة يصل للرئاسة ولا يغادرها إلا بثورة تخلعه وتلعن الذي ربط الحمار وفلته.