تغطية إخبارية، الحدود تسأل والحدود تجيب

ما فائدة الصليب الأحمر في غزة؟ مواطن يسأل والصليب الأحمر يغلق الخط في وجهه

مايكل أبو العاص - مراسل الحدود لشؤون منظمات إغاثة الملهوف الملهوف

Loading...
صورة ما فائدة الصليب الأحمر في غزة؟ مواطن يسأل والصليب الأحمر يغلق الخط في وجهه

حضنَ طاقم الصليب الأحمر الأسرى الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم المقاومة في غزّة، قبلوهم، قلّبوهم، تأكدوا من وجود كلاهم وطحالهم بخير. حملوهم على أكف الرّاحة إلى سيارات الإسعاف التي كانت خارج الخدمة قبل تبادل الأسرى، وفي هذه اللحظات الرومانسية، اتصل مواطن من غزة على الخط الساخن وحاول إفساد متعة اللقاء والشوق، وبسرعة الاستجابة المعهودة أغلق الموظفون الخط بوجه المتصل ورموا الهاتف بعيداً قبل أن يتفوّه ويتأوّه ويطلب المساعدة وأنقذونا وأهلي تحت الركام وآآآآآآخ وإييييخ.

لكن هذا المواطن قرّر إبلاغ الصحافة بما حدث معه فاتصل للتنكيد عليّ أنا بعد فشل محاولته مع الصليب الأحمر، ومن حماقتي أجبت على اتصاله، ليخبرني أن الصليب الأحمر لا يستجيب لنداءات الاستغاثة في غزة، مع أنه على-وعلى ذمّته- لم يتصل بهدف إزعاجهم بطلبات غير منطقية مثل إسعاف الجرحى أو نقل المصابين أو انتشال الجثث، بل فقط لمعرفة سبب وجود فرع للمنظمة في غزة، وما هي الفائدة منه ومتى يمكنه الاستفادة من خدماتهم، وبإجابتي على اتصاله، جنيت على نفسي بكتابة هذه المادة التي أتمنّى أن يساهم نشرها في الكف عن إزعاج الأخوة والأخوات في الصليب الأحمر المحترم وإلهائهم عن عملهم الكثير الذي سأشرحه في هذه المادة، أعانهم الله عليه. 

حماية ضحايا الحروب الإرهاب الفلسطيني 

من الأهداف الأساسية للمنظمة حماية وإنقاذ وإجلاء الضحايا المدنيين خلال النزاعات المسلحة، ولكن هذا يتطلب تعريف المدنيين كي لا يختلط الحابل بالنابل ولا المدني بالإرهابي، فليس كل مدني مدني، كما أن ليس كل طفل طفل، ولا كل نزاع مسلح نزاع مسلح، فالمدني المدني يحمل جنسية دولة ديمقراطية محترمة وموجود في غزة نتيجة أسره على يد إرهابيين، والطفل الطفل هو طفل يحمل جنسية دولة ديمقراطية محترمة وموجود في غزة نتيجة أسره على يد إرهابيين، أما النزاع المسلح النزاع المسلح فلا يشمل حق دولة بالدفاع عن نفسها ضد الإرهابيين الذي ليسوا مدنيين مدنيين ولا أطفالاً أطفالاً.

 تأكيد صحة إحداثيات المشافي للاحتلال 

عادةً يعمل الصليب الأحمر على تسليم إحداثيات المشافي للجيوش بهدف تجنب قصفها أو استهدافها، ولكن تختلف طبيعة عمله عندما يتعلق الموضوع بجيش احتلال مقهور يدافع عن نفسه، حيث يؤكد لإسرائيل إحداثيات المشافي التي بحوزتها على الملليمتر ويترك للقادة العسكريين حرية اتخاذ القرار سواء بقصفها أو استهدافها أو اقتحامها بعد تسليمهم إحداثيات المشافي والمشافي وسيارات الإسعاف والمغادرة.

تقديم تقارير يومية عن صعوبة الأوضاع وضرورة الإجلاء 

يقضي موظفو الصليب الأحمر في غزة وقتاً طويلاً طويلاً جداً في رفع تقارير يومية لرؤسائهم في الخارج، يشرحون فيها مدى خطورة الأوضاع عليهم وضرورة إجلائهم فوراً٬ لذلك لا يمتلكون الوقت الكافي للإجابة على كل شخص تسقط بجانبه قذيفة أو يتهاوى عليه منزل٬ لأنهم بحاجة لإنجاز عملهم الإداري وتنظيم جداول رواتبهم المحترمة والتعويضات المجزية كي يتمكنوا من العمل خلال الحروب بكل إخلاص وأمانة ومن صمصوم قلبهم.  

إجلاء طواقم الصليب الأحمر في الأوضاع الصعبة

بعد إنجاز مهامهم السابقة، والتأكد من القيام بواجبهم الإنساني تجاه المدنيين المدنيين والأطفال الأطفال، والجيش الجيش، وتسليم التقارير اللازمة بدقة ومهنية وحيادية، تحزم كوادر الصليب الأحمر أمتعتها وتغادر مناطق النزاع للنجاة بنفسها تاركة خلفها الخدّج والمصابين والنازحين لإنقاذهم في المرات المقبلة إن شاء الله، حيث لا تسمح الإمكانيات المحدودة بحمل كل هؤلاء مع الأمتعة والهدايا والتذكارات.

شعورك تجاه المقال؟