تغطية إخبارية، خبر

طرفا الصراع في السودان يسارعان إلى إبادة أكبر عدد من المواطنين قبل عودة التغطية الإخبارية

فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون الإنسانية بالتجزئة

Loading...
صورة طرفا الصراع في السودان يسارعان إلى إبادة أكبر عدد من المواطنين قبل عودة التغطية الإخبارية

أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع انتهاء المحادثات الجارية بينهما في جدة بالاتفاق على توسيع دائرة النزاع قدر الإمكان واستغلال أن الضحايا في السودان لم يرتقوا بعد ليصبحوا مجرد أرقام حتّى، لأخذ راحتهم في القضاء على أكبر عدد من المواطنين قبل انتباه الإعلام وعودة التغطية الإخبارية المنوّعة.

وكان الطرفان باشرا تنفيذ بنود الاتفاق على الفور، ففي أعقاب قصف الجيش الإسرائيلي مخيم جباليا شمالي غزة وسقوط ما يزيد عن ٢٠٠ ضحية مطلع هذا الشهر، شكّل البرهان وحميدتي وحدة تنسيق مشتركة تهدف إلى قتل ما يزيد عن ٧٠٠ إنسان في دارفور خلال مدة لا تتجاوز  ٤٨ ساعة، وهي الفترة التي تنشغل فيها وسائل الإعلام بتكرار مشاهد جباليا وتحليل ما جرى قبل حدوث المجزرة الإسرائيلية التالية لتملأ بها برنامج الأخبار.

والتزم الطرفان بقواعد الاشتباك المعمول بها في غزة حرصاً على عدم ارتكاب أخطاء أو فظائع قد تسبب تصعيداً من قبل الوسائل الإعلامية ومراسليها، مما سيرتب عليه حمل الكاميرات والتوجّه إلى السودان على الفور وخذ بيانات تنديد واستنكار ودعوات لوقف العنف وحماية المدنيين؛ لذا حرص الجانبان على استنساخ ما يجري في القطاع دون زيادة أو نقصان، فعندما قُصف شارع صلاح الدين، قصفوا بدورهم جسر شمبات الرئيسي في الخرطوم، وعندما أنكرت إسرائيل مسؤوليتها، تنصّل الطرفان كذلك.

بدورها، تواصلت الحدود مع القادة وصنّاع القرار في المنطقة لمعرفة الإجراءات التي ستتخذ لوقف المجازر في السودان،  ليجيب أحدهم بالسؤال عمّا إذا كانت السودان ما زالت موجودة، بينما أكّد آخر على ضرورة تنحّي عمر البشير. فيما أعرب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي عن أمله بعدم تعرّض مواطنيه لمزيد من المشاهد المروّعة، محذراً من أن ارتكاب إبادة جماعية في دارفور سيشعر الأوروبيين بتوعّك صحّي بسبب تشبّعهم بما يجري في غزّة، كما أن قادة الاتحاد لا يملكون الوقت للتنديد بقتل المدنيين في موقعين جغرافيين في آن واحد، داعياً وسائل الإعلام العربية إلى تحمّل مسؤوليتها بعدم نقل أي أخبار من السودان إلى حين الانتهاء من غزّة.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.