تغطية إخبارية، خبر

انتهاء فعاليّات يوم اللّغو العربي

مالك منصور - مراسل الحدود لشؤون التشدق

Loading...
صورة انتهاء فعاليّات يوم اللّغو العربي

اختتمت مساء البارحة فعاليات يوم اللّغو العربي في الجامعة العربية، استعرض خلاله الأساتذة الرؤساء والملوك وأشباه الملوك محمود عبَّاس وعبد الله الثاني وعبد الفتاح السيسي وبشار الأسد ومحمد بن سلمان وآخرون مهارتهم الخطابية باستخدام لغة الضاد مع كان وأخواتها وأحرف الجر وأسماء الإشارة وضمائر الغائب بلسان عربي فصيح لا لبس بعوَجه، مع غياب احترافي للجمل المفيدة؛ في حين أحيى سماحة الخطيب حسن نصر الله عرضاً منفرداً، ألقى خلاله صليتي كلمات نارية شديدة الانفجار، ليتأكد العالم من موهبة المحتفلين في إخناع اللغة وزيادة الحكي والحشو بما يتلاءم مع كارثة الإبادة في غزة.

الجماهير العربية كانت لها مواقف متباينة من الفعاليات؛ فالتبس الأمر على البعض واعتقدوا أن الزمن يعيد نفسه لسماعهم كلمات وخطب مشابهة لفعاليات أيام اللغو التي عقدت في حروب سابقة، وغطّ البعض في نوم عميق بعد دقائق من سماعهم أول خطاب. آخرون رحبوا باستضافة خبرات أجنبية كالخليفة رجب طيب أردوغان ومعاون نائب المهدي المنتظر إبراهيم رئيسي مع مترجمين ضليعين باللغو التركي والإيراني، لما في ذلك من إثراء للغو العربي؛ أما من لم يعجبهم كل هذا الكلام ونزلوا إلى الشارع للاحتجاج، فقد انبرى لإقناعهم بجدواه جملة من المصححين والمدققين المدججين بهراوات وقنابل مسيلة للدموع. 

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.