دليل الحدود للتعامل مع هجمات الكلاب المسعورة
سهيل الأنّان - مراسل الحدود لشؤون الظروف المصيرية
١٠ نوفمبر، ٢٠٢٣

بدايةً، يجب أن نعرف الفرق بين الكلاب المسعورة وبقية الكلاب٬ بالاعتماد على شهادات ضحايا تعرضوا لهجمات منها تبيّن أن المسعورة أخطرها، فهي أكلب الكلاب، لا صاحب لها، تهاجم متى سنحت لها الفرصة. لا يهمها إن كنت خارجاً من منزلك إلى الدكّان أو الصلاة أو حراثة حقلك أو لعب الطاولة مع جارك؛ ولا يهمها أصلاً إن كنت خارج منزلك أو داخله، فهي تريد رأسك أينما كنت. وهي تهجم بشكل منفرد، لكنها تدرك أن طفلاً صغيراً قد يواجهها لوحده ويلعن أبا أبيها بحجرٍ أو حذاء عتيق، فتراها تتحرّك في جماعات، وتزيد من أعدادها بالنباح لكلاب العالم أن أرضها هي جنّة الكلاب المسعورة، وتنتظر مجيئها من آخر الدنيا مشحونة على السفن أو الطائرات لتستقبلها وتصطحبها لاصطيادك.
ما العمل؟ صراحةً لا أعرف٬ الوضع معقد، كان بودّي أن أنصحك بالصياح والاستغاثة بالأشقاء والأقارب والأصحاب، لكنك جربتهم، وتعرف أنهم كلاب سيشيحون بوجوههم عنك كأنهم لا يرونك، أو سيهتفون لك من بعيد ويحيّوك ليرفعوا معنوياتك أثناء تعرضك للالتهام، أو يتفضّلون بإرسال أدوية تبقيك حياً بعدما قطّعتك الكلاب.
كان بودّي أيضاً أن أقترح عليك تقديم شكوى للبلدية التي جلبت هذه المصيبة وأفلتتها في الشوارع٬ لكن رئيس البلدية وكلبه وأعضاء البلدية كلهم مصابون بالسعار، وهم يدعمون وجود هذه الكلاب ويهيؤون لها سبل البقاء والتكاثر، ويطالبونك بقبول الأمر واقع؛ فإن رفضت، أرسلوا عليهم جحافل كلاب مسعورة تناصر تلك التي اشتكيت منها، فتدعمها وتدافع عنها وتعطيها حق تناهشك دفاعاً عن نفسها.
أعرف أنك لم تستفد مما سبق، فأنا مثلك لا ظهر لي ولا حيلة، لكن تذكر أن الكلب ابن الستين كلباً يبقى ذيله أعوج ولو وضعته في القالب ٧٥ عاماً، يبقى أعوج ولو سمعت كلام الحكماء وقبلته من فمه، وليس أمامك سوى قتاله وطرده، أو التمدد أمامه بهدوء كوليمة بلهاء تؤمن بالمقاومة الشعبية السلمية.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.