كيف تتجنب قتل المدنيين أثناء تدمير برج سكني على رؤوس ساكنيه؟ بايدن يسأل ونيتنياهو لا يفهم السؤل
مالك منصور - مراسل الحدود للشؤون الثانوية
٣٠ أكتوبر، ٢٠٢٣
في ليلة من ليالي وناسة تل أبيب، وبعد انتهاء رائدا الديمقراطية في العالم مختار شعب الله المختار بنيامين نتنياهو ورئيس العالم الحر جو بايدن من التقاط الصور بكافة الوضعيات، قررا نزول أحد الملاجئ الآمنة تحت سابع أرض حتى يشربا زجاجة نبيذ مُعتّقة منذ عام ١٩٤٧ معفية من الضرائب بعيدأً عن ضجيج العالم وصفارات إنذاراته وصواريخه.
وفي اللحظة التي غاب فيها الصديقين داخل الحجر، استطعت، باستخدام كانسة الألغام وإنترنت إكسبلورر، من اختراق هاتف نتنياهو الثاني المعزز باللوك داون مود وبرمجيات إن إس أوه وحارسين من الوحدة ٨٢٠٠ في الجيش الإسرائيلي.
وبعد ساعتين من التنصت على الجلسة الحميمية بين الاثنين، وسماعهما يتبادلان عبارات الغزل والمديح والمُحن، وفي اللحظة التي نويت فيها قطع الخط ودخول الحمام للتبول على نفسي ساعة قررت التنصت على هكذا جلسة وهكذا أحاديث، رفع بايدن نخب وصول حاملة الطائرات آيزنهاور، ورفع نخباً آخر لبطولات جيش الدفاع الإسرائيلي وقدرته على تحييد أهداف إرهابية حتى لو لم تبلغ من العمر سوى أيام ومنتجة مقاطع بطولية مصوّرة من الجو لتوثيق ذلك، قبل أن يخفت صوته ويسأل نديمه: "هيه أبو يائير، لدي سؤال محرج قليلاً، ما هي طريقتك السرية في تجنب قتل المدنيين أثناء تدمير برج سكني على رؤوس ساكنيه؟ كيف تستطيع دائماً إصابة الأهداف مع معدل ضحايا جانبية صفري؟!".
ضحك نتنياهو بصوت مرتفع وأكد له أن ثناءه سيصل للطيارين المغيرين على غزة والذي سيرفع من معنوياتهم ومدى دقة ضرباتهم الجوية، قبل أن يسأله إن كانت الولايات تنوي احتلال بلد ما قريباً تخشى على مدنييه "جو بشرفك، تقتلني الحماسة، هل هي دولة شرق أوسطية؟ شرق أوروبية؟ شرق إفريقية؟ دعني أحزر بنفسي، هل هي سوريا؟ حجزناها قبلكم، لكنها لا تغلى عليكم، سنجد اتفاقاً حينها، خمس بلدان عربية مقابلها؟ موافق؟ حسناً خذها خذها، لكن مهلاً.. لو أنها إحدى بلدان هذه المناطق لما سألت عن مدنيين، إذ لا بدّ أنه بلد آخر، دعني أحزر، دعني أحـ..، هيه، لا يوجد من يهمك أمره سوى نحن، هل تنوي احتلال إسرائيل؟ جننت يا رجل؟ هل حقاً فقدت قدراتك العقلية؟".
لكن جو أوضح لصديقه مرةً أخرى أنه يسأله عن طريقة لتجنب قتل الأطفال في مراكز الإيواء والمدارس خلال الثواني التي تسبق انهيار السقف والجدران عليهم بعد القصف، حتى يعطي الصحفيين جواباً يخرسهم للأبد، بعدما تعب من ادعاء الصمم والخرف أمامهم للتهرّب من اسئلتهم حول المدنيين.
هرش بنيامين رأسه وسيطرت الحيرة على نبرة صوته "جو، خانني ذكائي.. عن ماذا تتكلم؟ هل تقصد القصف الروسي للأوكرانيين؟ أو قصف أذربيجان لقره باغ؟ هل يسقط مدنيون؟ لا بد من إجراء سريع إذاً، سأقترح على وزارة الخارجية الإسرائيلية إن كنت ترغب تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن يكفل حياة المدنيين في مناطق النزاع، ما رأيك جو؟ ألا استحق إهدائي جائزة نوبل للسلام كأسلافي رابين وبيريز؟".
اشتعلت الحماسة برأس الرئيس الأميركي، فاتصل على الفور بأكاديمية نوبل ليحجز جائزة نوبل لصديقه بيبي وواحدة أخرى له أسوةً بسلفه أوباما "نستحق تذكار بسيط عن هذه الأيام الصعبة بنيامين، إذ لا يعقل أن تضيع جهودنا في حل أزمة غزة الإنسانية المنفجرة أدراج الرياح، لكن يا حسرة لو أننا نجد طريقة لتجنب موت المدنيين أثناء قصفهم، حينها يمكننا تغير اسم الجائزة لتحمل اسمينا وتصبح جائزة بيبي جوي للسلام".
دقَّ بينامين يده على صدره، واعداً جـو أن وزراة الدفاع الإسرائيلية لن توفر جهداً لإيجاد طريقة ترضي قلبه في قتل المدنيين فور الانتهاء من غزة "أنت تعلم، تحييد مليوني إرهابي/ة ليس بالعمل القليل ويحتاج الكثير من الجهد والمال والسلاح والدعم المعنوي من طرفكم، وبعدها على الفور سنجد طريقة لحماية هؤلاء المدنيين الذين تتحدث عنهم، ما رأيك جو؟ جو؟ حبيبي؟ هل أنتَ نائم؟".
ليتآوه جو أثناء نومه ويتمتم: أووووه المدنيين..المدنيين، ما ارتكبته طالبان في اسديروت إز فيري تيربل، آي كانت بليف سادّام هوسين ديد ذات، آني واااااااي،… خشششششش.