تحديث لانستاغرام يغير رؤيتك تجاه الأحداث وينشر رأيك الجديد بدلاً منك
- - -
١٦ أكتوبر، ٢٠٢٣

لا داعي بعد اليوم للقلق على كيفية صياغة أفكارك التي لا تعجب الخوارزمية ونشرها على تطبيق إنستاغرام دون تعرضك للحظر أو إغلاق الحساب وفمك معاً، فمع التحديث الجديد الذي أطلقته شركة ميتا لتغطية فعاليّات احتفال العالم الحرّ بحــرق غـــزّة، أصبحت الخوارزمية قادرة على نشر وجهة نظرك عن الأحداث الجارية من وجهة نظرها هيَ، وهي وجهة نظر سديدة بطبيعة الحال كونها مستقاة من الغرب المتحضر يا مجرّد كائن أسمر.
صُمِمت الخوارزمية لالتقاط نظرتك الدرامية السوداء لما يجري والتعبير عنها بطريقة إيجابية، كأن تستبدل لك منشوراً غاضباً من جرائم إســرائـيـــل بآخر يعبّر عن سعادتك لأنك ما زلت على قيد الحياة مع صورة لفراشة عربية تلهو مع قط بساتين من العرق السامــي، وعوضَ مشاركة صورة كئيبة لمصــابين لا يعنون العالم من حي الرمال، ستجد صفحتك نُشر عليها صورة لك على رمال الشاطئ مصممة باستخدام الذكاء الاصطناعي -كون أمثالك لا يستطيعون الذهاب إلى البحر-، إضافة لتوفير التطبيق الجديد ميزة التبليغ عنك لأقرب عنصر مـوســـاد في حال إصرارك على وجهة نظرك أو حذفك للمنشورات المقترحة ليتعامل معك بالخوارزمية التي تفهمها وتليق بك.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.